وزير التعليم العالي يشيد بتقدم القاهرة إلى المركز 83 عالميًا بمؤشر الابتكار العالمي    «البحوث الإسلامية» يفتتح برنامج تدريب الدعاة على استخدام لغة الإشارة (صور)    رئيس الوزراء يتفقد سوق اليوم الواحد للسلع الغذائية في أشمون    الجوافة ب25 جنيه.. أسعار الفاكهة الصيفية في أسواق الإسكندرية اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025    وزير الخارجية الأمريكي: نتطلع لتكثيف التنسيق مع مصر بالمرحلة المقبلة    إنفوجراف| إشادات دولية بدور مصر في قطاع غزة    جلسة لمجلس إدارة الزمالك لمناقشة أسباب الخسارة في القمة    ضبط كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بمدينة نصر    التعرف على هوية طالب أزهري صدمه قطار في قنا    سفير كوريا الجنوبية يزور استديو نجيب محفوظ بماسبيرو    خاص فيديو | علاء عرفة: زينة عبد الباقي مخرجة مجتهدة وطلعت مني حاجات جديدة    رئيس الوزراء يتفقد الأعمال الإنشائية لمشروع مستشفى أشمون المركزي الجديد    بعد ارتفاع مستوى الفيضان.. الرى السودانية تدعو لحماية الأرواح والممتلكات    الفيلم الوثائقي "الحرب والناس".. قريبًا على قناة "الوثائقية"    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    زراعة الإسكندرية: إزالة فورية لتعديات على الأراضي بالمعمورة    من الإسكندرية إلى قلب القاهرة.."إلكتروفلامنكو 3.0" يفتتح فعاليات مهرجان "دي-كاف" في دورته ال13    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    موعد مباراة الشارقة الإماراتي والسد القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة والقنوات الناقلة    الهيئة الرعاية الصحية تطلق المؤتمر السنوي الثاني للهيئة للتميز في أمراض القلب بالتزامن مع اليوم العالمي للقلب    عاجل- في حملة للتوعية بأمراض القلب.. من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    صلاح أساسيا في تشكيل ليفربول المتوقع أمام جالاتا سراي    محافظ قنا يكرم أبطال الجمهورية في كرة القدم واللياقة البدنية والفائزين ببرامج الموهوبين    خلال لقاء مبعوث كوريا الجنوبية.. السيسي يدعو للاعتراف بفلسطين ويؤكد: حل الدولتين السبيل لتحقيق السلام    قرارات جمهورية حاسمة مرتقبة، اعرف التفاصيل    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    مصرع 7 عناصر إجرامية شديدة الخطورة في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بالبحيرة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    تأجيل الدعوى المقامة من أسرة حبيبة الشماع ضد شركة أوبر    وكيل وزارة التعليم بالدقهلية يتابع الانضباط وتفعيل الأنشطة الطلابية في 6 مدارس    خلال زيارته للمنوفية، رئيس الوزراء يطلع على الموقف التنفيذي للخطة الاستثمارية للمحافظة    وزير الخارجية يلتقي الشباب المشاركين في برنامج زمالة "شفيق جبر" من مصر والولايات المتحدة    رئيس الوزراء يتفقد وحدة المكتبة المتنقلة في قرية شمّا بالمنوفية    الجمسي.. فيلم يوثق سيرة مهندس النصر في حرب أكتوبر    سعر طن الأرز الأبيض والشعير اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر فى المنيا    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    تشافي يرد على عرض اتحاد جدة السعودي    قناة مجانية تنقل مباراة منتخب الشباب ضد نيوزيلندا في المونديال    الصحة تواصل التقييم الميداني للمنشآت الصحية بالمنيا استعدادا لتطبيق التأمين الصحي الشامل    3 أعراض خلال النوم تشير إلى إصابة طفلك بأمراض القلب والسكتة الدماغية    الرئيس السيسى يستقبل الأمير "رحيم" رئيس شبكة الآغا خان للتنمية ويهنئه بمنصبه ويشيد بإسهامات والده فى دعم التنمية وحفظ التراث الإسلامى.. الرئيس: حياة كريمة و100 مليون صحة تجسد رؤية مصر 2030 للاستثمار فى الإنسان    أم 44.. رضوى الشربينى تحتفل بعيد ميلادها وتتمنى 5 أمنيات    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    ما حكم ما يسمى بزواج النفحة.. الإفتاء توضح    ما حكم قتل الكلاب الضالة المؤذية؟ دار الإفتاء تجيب    تعرف على العد التنازلى لشهر رمضان المبارك وأول أيامه فلكيا    مهن المستقبل.. جدارات متجددة    مبعوث رئيس كوريا: مصر تلعب دورا محوريا فى تعزيز سلام واستقرار المنطقة    الأهلى يستعيد جهود زيزو فى مباراة كهرباء الإسماعيلية بدورى نايل    "القاهرة بقى لونها أحمر".. ريمونتادا الأهلى أمام الزمالك حديث الصحف العربية    أبو هميلة: زيارة رئيس الإمارات لمصر ترسيخا لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين    استمرار تدفق المساعدات إلى غزة وسط تحديات ميدانية ووعود بإعادة الإعمار    إجازة مدفوعة الأجر.. موعد آخر عطلة رسمية خلال عام 2025    مجلس الشيوخ ينعقد الخميس 2 أكتوبر و17 أكتوبر نهاية الفصل التشريعي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-9-2025 في محافظة قنا    «لاعب مختلف.. ومبيلعبش عندهم!».. شيكابالا يتغنى بنجم الأهلي    في مواجهة مع أفكار الأسرة التقليدية.. حظك اليوم برج الدلو 30 سبتمبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يمكننا أن نتحدث؟
نشر في الشروق الجديد يوم 22 - 07 - 2010

فى السابع من يوليو، فصلت شبكة سى إن إن الإخبارية أوكتافيا نصر، كبيرة محررى شئون الشرق الأوسط لديها، بعد أن نشرت رسالة على موقع تويتر، تقول: «يحزننى سماع نبأ وفاة السيد محمد حسين فضل الله، وهو واحد من أبرز الزعماء الروحيين الشيعة فى لبنان، وقد شارك فى تأسيس ميليشيات حزب الله. ووصفت نصر بأنه «أحد عمالقة حزب الله الذين أكن لهم احتراما كبيرا».
وأرى أن الاستغناء عن نصر أمر مزعج. نعم ارتكبت نصر خطأ. ذلك أنه لا صح أن يقدم المراسلون، الذى يغطون موضوعا التعازى فيما يخص أيا من الفاعلين، الذين تشملهم التغطية، لأن ذلك يقوض مصداقيتهم.
لكننا أيضا نكسب الكثير عندما تكون لدينا امرأة تتحدث العربية ومسيحية لبنانية، تغطى منطقة الشرق الأوسط ل«سى إن إن» وإذا كانت خطيئتها الوحيدة خلال 20 عاما من العمل هى رسالة من 140 حرفا حول شخصية مركبة مثل فضل الله، فإنها كانت تستحق قدرا من التهاون. فكان يجب إيقافها عن العمل لمدة شهر، لا فصلها. ويمثل قرار الفصل هذا خطأ لعدة أسباب.
بداية، ما هى القضية التى أقحمت نفسها علينا؟ فإذا وضعت الآن فعلا فى غير محله ستجد فى غضون ساعات عصابة رقمية من القتلة تتعقبك. بينما يهرول رؤساؤك من أجل ستر الخطأ. فالصحفى ينبغى أن يفقد وظيفته عند كتابة تقارير مغلوطة أو عدم الأمانة فى النقل عن المصادر أو التلفيق أو سرقة أعمال الآخرين، أو التحيز المنهجى لكن ليس بسبب رسالة مثل هذه.
فما هى الإشارة التى نرسلها إلى الشباب عبر هذا الحدث؟ توخ السلامة، وكن صائبا من الناحية السياسية، لا تقل أى شىء قد يعرضك لهجوم على الإنترنت من جانب فريق أو آخر من الجمهور. وإذا أردت يوما ما وظيفة حكومية أو فى الصحافة القومية أو إذا أردت يوما أن تكون رئيسا لجامعة هارفارد، عليك أن تلعب فى المضمون، وألا تتخذ موقفا فكريا قد يهاجم شخصا ما. ففى عصر جوجل، حيث يكون كل ما تقوله عرضة للبحث دوما، يصبح المستقبل ملكا لأولئك الذين لا يتركون آثارا خلفهم.
ثم تأتى الزاوية المتعلقة بالشرق الأوسط. إذا كنا قد تعلمنا شيئا من تدخلاتنا فى لبنان وأفغانستان والعراق، فهو أن عددا قليلا جدا من الأمريكيين يفهمون تلك المناطق. نحتاج إلى مترجمين عليمين بالاختلافات الطفيفة بين تلك المناطق.
وقد كنت فى بغداد فى أعقاب الغزو الأمريكى، وقابلت هؤلاء الشباب الذين عينهم بوش. وكما أشار راجيف تشاندراسيكاران فى كتابه «حياة إمبراطورية فى مدينة الزمرد»، أن هؤلاء اختيروا لأنهم كانوا موالين لبوش تماما، حتى لو كانوا يجهلون العراق تماما. وقد فاقم جهلهم من فشلنا هناك. وكتب تشاندراسيكاران: «قال اثنان من الذين رغبوا فى الحصول على وظيفة لدى سلطة الاحتلال الأمريكى [فى العراق] إنهما سُئلا عن رأيهما فى قرار المحكمة العليا الأمريكية المؤيد للإجهاض».
وأنا لم ألتق أوكتافيا نصر أو فضل الله قط. ومن الواضح أن فضل الله يكره إسرائيل، ويؤيد الهجمات على الإسرائيليين ويعارض وجود القوات الأمريكية فى العراق ولبنان. لكنه أيضا يعارض دوجمائية حزب الله الخانقة، وطاعته لإيران. كما أنه قد أراد أن يكون شيعة لبنان مستقلين وعصريين، وكسب مريدين فى المنطقة من خلال آرائه الاجتماعية.
وقال أوجستس ريتشارد نورتون، خبير شئون الشيعة فى جامعة بوسطن، عن فضل الله الذى كان يعرفه: «لقد قال إن النساء يجب أن يتساوين مع الرجال فى الفرص وأن يحظين بتعليم جيد. بل إنه رأى أن المرأة من حقها الرد بالضرب إذا ضربها زوجها، لأنه ليس من اللائق أن تتعرض الزوجات للضرب من جانب الأزواج. ولم يكن يخشى الحديث عن الجنس.
بل إنه ألقى خطبة فى المسجد حول الدوافع الجنسية. وكان شائعا أن تجد شبابا يتابعون كتاباته فى مختلف أرجاء المنطقة». والحقيقة، أن نصر إن تعليقها على تويتر يرجع إلى أن فضل الله «اتخذ موقفا مغايرا وطليعيّا بين رجال الدين الشيعة، فيما يخص حقوق المرأة».
وأشار مايكل توماسكى، مدير تحرير «الديمقراطية: مجلة الأفكار» إلى مقال كتبته الصحفية الشيعية الليبرالية العلمانية اللبنانية حنين غدار على موقع «لبنان الآن» تتذكر فيه كيف تدخل فضل الله لدى والدها المحافظ، كى يسمح لها بالعيش وحدها فى بيروت، قائلا لأبيها فى خطاب إنه «ليس لديه الحق فى أن يقول لى ما أفعل، لأننى امرأة مستقلة وعاقلة ورشيدة».
وقالت غدار إنها أصحبت تدرك أن الشخصيات، التى تشبه فضل الله بوسعها وحدها تغيير الوضع الراهن. ذلك أنه نادرا ما يلقى من يضعون أنفسهم فى موقف المناهضين لحزب الله أو الناقدين للمقاومة أو الملحدين آذانا صاغية داخل المجتمع الشيعى، لأن الناس لن يستمعوا إلى هؤلاء.. ومن ناحية أخرى، يمكن لفضل الله التواصل مع الناس لأنه كان واحدا منهم.. ويمكن لأمثاله أن يأتوا بالتغيير الحقيقى إذا جرى دعمهم. وهو واحد من القليلين الذين كانت تخشاهم القيادة الإيرانية وحزب الله.. لأن الناس كانوا يحبونه ويحترمونه.
وبالطبع لم يكن فضل الله فقط من المنشغلين بالقضايا الاجتماعية، حيث كانت لديه بعض الجوانب المظلمة. وقد أخبرنى العاملون فى ال«سى إن إن» أن نصر كانت تعرف كلا الجانبين فيه. لكننى أعرف مايلى: يجب أن يتغير الشرق الأوسط كى يزدهر، ويجب أن يأتى هذا التغيير من الداخل، من وكلاء التغيير الذين ينظر إليهم باعتبارهم ذوا شرعية وارتباط عميق بثقافتهم. وربما لا يكون هؤلاء محبوبين من جانب الولايات المتحدة. لكننا علينا أن نعرف عنهم، ونفهم أين تلتقى مصالحنا معهم لا أن نقوم فقط بتشويه سمعتهم جميعا.
لذلك أفضل أن أعرف الأخبار من مراسل للسى إن إن يمكنه بالفعل أن يفسر لماذا يندب آلاف الرجال والنساء رجل دين شيعيّا مسنا لا نعتبره نحن أكثر من مجرد إرهابى عن أن أحصل على أخبارى من مراسل لا يعرف شيئا على الإطلاق أو لا يجرؤ على الاعتراف بذلك وهو الأمر الأسوأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.