عندما كان لاعباً، أصبح جورج وايا أول أفريقي يفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم حين تألق بين صفوف نادي إيه سي ميلان العريق، وبعد مرور عقد ونصف على ذلك، حضر إلى جنوب أفريقيا لكي يشهد أول كأس عالم تحتضنه القارة السمراء. انخرط وايا في عالم السياسة بالإضافة إلى متابعة دراسته في إدارة الأعمال بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو يتذكر اليوم تلك اللحظة التي أخبر فيها "العالم أن جنوب أفريقيا مستعدة لكأس العالم" عندما كان أحد سفراء ملف ترشيح جنوب أفريقيا لاحتضان المونديال، وسعد بفوز هذه الدولة الطموحة باستضافة الحدث الكبير الذي شد انتباه العالم خلال ما يقرب شهراً إلى الآن. وتحدث كابتن المنتخب الليبيري السابق لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم عن الكيفية التي ألهم بها كأس العالم أفريقيا، رغم أن مسيرة منتخبات القارة خلال البطولة كانت مخيبة للآمال. ** ما هي انطباعاتك حول أول مونديال يقام في أفريقيا؟ لقد قضيت الأسابيع الثلاثة الأخيرة هنا، وأستطيع القول أن هذه النهائيات تصنف ضمن الأفضل من حيث التنظيم. فكل شيء رائع، وكل شيء منظم بشكل محكم. كما أن الأمن حاضر بقوة، والملاعب رائعة، والمشجعون في غاية الحماس، والمباريات مثيرة. بالإضافة إلى المفاجآت الكثيرة التي انطوت عليها المباريات مما أضفى على هذه النهائيات جمالية خاصة. ** ما الذي يعنيه بالنسبة لك كأفريقي أن ترى كل أعين العالم مسلطة على قارتك؟ بداية نحن فخورون كأفارقة، حيث أن الكثيرين شككوا في قدرة القارة السمراء على تنظيم أي حدث رياضي كبير. لذلك كان تنظيم نهائيات كأس العالم والسماح للناس بالتلاقي أمراً مهماً ليثبت للعالم أننا كأفارقة نتمتع بثقافة التنظيم، كما وحدت كأس العالم الأفارقة، حيث أتوا من كافة أنحاء العالم ليساهموا بدعمهم. ** غانا كانت المنتخب الوحيد الذي أكمل مسيرته بعد الدور الأول، فما هي الأمور التي أثرت على باقي ممثلي القارة؟ بصفة عامة، الأداء الذي قدمته المنتخبات الأفريقية كان مخيباً للآمال. لقد سعدت بمرور المنتخب الغاني بسلام من مرحلة المجموعات، رغم أنهم كانوا ليغادروا المنافسات لو أنهم خسروا، خلال آخر مباراة لهم في دور المجموعات أمام المنتخب الألماني، بهدف أو هدفين آخرين. الأمر أن الفرق الأفريقية لم تكن مستعدة بشكل كاف، لكني أتمنى أن نكون مستعدين على أكمل وجه في المرة القادمة 2014 في البرازيل، فقط علينا أن نعود إلى نقطة البداية ونقف على الأخطاء التي لم تسمح لنا بالمضي إلى الأمام ونعكف على تصحيحها. ** ما هي الدروس والعبر التي يمكن للمنتخبات الأفريقية استخلاصها من كأس العالم الحالية 2010؟ علينا أن نؤمن بكرة القدم الخاصة بنا وبثقافتنا الخاصة وأن نلعب بأسلوبنا الخاص، ذلك أننا لا نملك اللاعبين القادرين على اتباع هذا النوع من التكتيكات التي ننتهجها. كما أن المنتخب الأفريقي الوحيد الذي أبلى البلاء الحسن في كأس أمم أفريقيا كان هو المنتخب الغاني. وقد أثبت أنه الأفضل في القارة السمراء. ** ما هو انطباعك حول وصول غانا إلى دور الثمانية؟ لم يبهرني أسلوب الغانيين لأنهم لم يعتمدوا على النهج الهجومي كي يفوزوا. إن أردت الفوز بالبطولة عليك أن تسجل المزيد من الأهداف، وهو الأمر الذي لم يفعلوه. فقد اعتمدوا كثيراً على الدفاع. فكانت النتيجة أنهم لم يسجلوا أهدافاً كثيرة، ولم تهز شباكهم كثيراً. أتمنى أن يعتمدوا على عدد أكبر من المهاجمين في المرة القادمة كي يحدثوا الفارق. ** ما رأيك في أسامواه جيان الذي أنهى المنافسات كأفضل هدّاف أفريقي؟ أود أن أهنئ جيان. غير أنه كمهاجم عليه أن ينتهز الفرص أكثر. فقد اعتمد كثيراً على ركلات الجزاء. لقد سجل هدفاً رائعاً أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن عليه اللعب كما يريد، كي يسجل، لأنه دائماً ما يتواجد خارج مربع العمليات. أنصحه بأن يظل داخل منطقة الجزاء. لقد سجل 13 هدفاً في الموسم الماضي رفقة ناديه في الدوري الفرنسي، وعليه أن يعمل أكثر. ** كيف تقيم رحلة البافانا بافانا في المونديال؟ أعتقد أنهم يلعبون كفريق واحد لم أنتبه إلى الفرديات، لكني أظن أنهم يملكون لاعبين جيدين وشباباً لهم القوة والعزيمة على التطور والمضي قدماً. وإذا حافظوا على ذلك وواصلوا الاهتمام بتطوير مواهبهم وإمكاناتهم، أظن أن باستطاعتهم ترك بصمتهم في الكرة الأفريقية. ** أخيرا.. قضيت جزءًا مهماً من مسيرتك الكروية كلاعب في أندية فرنسية وإيطالية. برأيك ما الذي حدث بالضبط لمنتخبي الأزوري والديوك؟ لا أدري كيف استعد منتخبا إيطاليا وفرنسا لمنافسات كأس العالم، إلا أنهما خيبا كل الآمال. أعلم أن الإيطاليين ينهجون أسلوب لعب مضبوط ومحكم. لكن عندما يتعلق الأمر ببطولة، إن لم تتمكن من التسجيل فذلك يعني أنك تعاني من مشكلة ما، وهم لم يلعبوا من أجل تسجيل أهداف. كما أنهم اعتمدوا على الدفاع، في حين أن عليك أن تسجل أهدافاً إن أردت الفوز بالمباراة. أما في ما يخص فرنسا، فقد رأينا ماذا يحدث عندما لا يكون فريق كرة القدم متحداً. فالمنتخب الفرنسي، كما عهدته، كان دائما متحداً ومتضامناً. لكن خلال السنة الحالية اختلف الوضع كثيرًا، وأتمنى أن يتمكن من تدارك هذا الأمر في المستقبل.