تعهد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، اليوم الجمعة، حماية الجنود المشاركين في القوات الدولية المؤقتة في جنوب لبنان "مئة بالمائة" بعد الإشكالات الأخيرة بين السكان واليونيفيل. وقال قهوجي لصحيفة محلية: "نحن ملتزمون مئة بالمائة منع أي اعتداء على القوة الدولية، والناس في الجنوب يحتضنون القوة الدولية وهي تحتضنهم، ونحن كجيش وشعب وحكومة نريد أن تبقى هذه القوة كغطاء للبنان"، وأضاف: "نضمن للدول التي أرسلت جنودها لمساعدتنا أن نؤمن حمايتهم". وتابع قهوجي: "قرارنا إلا نسمح لأحد بالاعتداء عليهم، فالجيش اللبناني هو المسئول جنوبا لأن السيادة لنا، ونحن علينا مؤازرة القوة الدولية وتأمين سلامتها، وهذا ما أتعهد به" مؤكدا أن "الحوادث الأخيرة التي شهدها الجنوب لن تتكرر". وبحسب الصحيفة، فإن قهوجي لم ينف أو يؤكد أن يكون هناك "تنظيم ما في ردة فعل" سكان بعض القوى الجنوبية على تحركات لليونيفيل، معتبرا في الوقت نفسه أنه "لا ينبغي التقليل من ردة فعل الناس". وقال إنه أجرى اتصالات "بكل الفرقاء من أجل ضبط الوضع، وحزب الله جزء من الفعاليات الموجودة في الجنوب"، لكنه ذكر أن الجيش "لم يكن يؤدي دورا توافقيا، بل كان إلى جانب القوة الدولية". وكان قهوجي يشير في حديثه إلى مواجهات عدة حصلت أخيرا بين دوريات تابعة للقوات الدولية في الجنوب ومجموعات من السكان الذين قطعوا الطرق لمنع الجنود الدوليين من دخول قراهم، ورشقوهم بالحجارة وتسببوا بجرح بعضهم وكسر زجاج عدد من الآليات. وأكد مجلس الوزراء اللبناني في بيان أصدره إثر اجتماع عقده، مساء الخميس "حرصه على سلامة قوات الأممالمتحدة وعلى العلاقة الطيبة والوثيقة القائمة بينها وبين المواطنين اللبنانيين طيلة عقود". ووجه قائد اليونيفيل الميجور جنرال ألبرتو أسارتا كويباس، أمس الخميس، رسالة مفتوحة إلى الجنوبيين اعتبر فيها أن الإشكالات الأخيرة مع السكان ألقت بظلالها على المناخ الإيجابي في العلاقة بين الطريفين، مؤكدا أن وجود قوة السلام "سيكون صعبا" من دون الدعم الشعبي لها. وتنتشر اليونيفيل في الجنوب اللبناني بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي وضع حدا للعمليات الحربية بين حزب الله وإسرائيل في صيف 2006. ونص القرار على تعزيز القوات الدولية التي كانت موجودة أصلا في الجنوب منذ العام 1978 وعلى نشر الجيش اللبناني للمرة الأولى في المنطقة الحدودية منذ عقود.