ذهب أمين عام الحزب الناصرى إلى صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى (رئيس مجلس الشورى) يشكو له من التضييق على الأحزاب، فأحسن الشريف وفادته وكان كريما للغاية حيث منح أمين الناصرى عضوية مجلس الشورى بعد أقل من أسبوع على الزيارة. ما سبق ليس من عندياتى، فأمين الحزب الناصرى سئل فى حوار مع «المصرى اليوم» إذا كان قد علم بنبأ تعيينه فى مجلس الشورى قبلا فرد بأنه «قبل أيام قليلة من صدور القرار التقيت صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، للنظر فى قضية التضييق على الأحزاب، وفرض القيود على أعمالها ومحاصرة قياداتها وتقليص نشاطها السياسى، والبحث عن حل لهذا الأمر لخلق تعددية حزبية تستطيع حل مشكلات المواطن البسيط، وتحدثنا فى الأمر لكن لم يخطرنى أحد بالقرار، ويومها أخذت وعدا من الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف، بفك القيود المفروضة على الأحزاب الكبرى مثل الناصرى والوفد والتجمع». بالطبع لم يفك الشريف وسرور القيود المفروضة على الأحزاب، لكنها فرجت على بعض قياداتها، بدليل استدعاء أمين الناصرى وآخرين إلى عضوية الشورى.وأظن أن هذا مربط الفرس، ومرعاها الفسيح أيضا، ذلك أن ما كانت تعرف بأحزاب المعارضة تحولت الآن من كونها ترى فى نفسها بديلا مفترضا، أو منافسا فعليا للحزب الحاكم، إلى مجرد إكسسوارات سياسية لطيفة تلعب دورا ديكوريا محدودا فى المسرح السياسى فى مصر، وإلا ما معنى طرق أبواب الحزب الحاكم لاستعطافه بأن يتفضل بمنح المعارضين أمتارا محدودة بحديقته الخلفية أو فى البدرون يمارسون فيها أنشطتهم الترفيهية؟ ولأن ذلك كذلك، فإن حوارا كهذا لم يمر دون أن يلقى أمين الناصرى ببعض الحجارة على الدكتور البرادعى الذى هو فى رأيه «لا يصلح للرئاسة ويصلح ليكون رئيسا لجمعية خيرية فقط» وأحسب أن مثل هذا الخطاب لا يصلح إلا كنوع من «النقوط» فى الأفراح، خصوصا إذا ما اقترن بعبارات مؤداها أنه ليس هناك من بديل يصلح لحكم مصر إلا الرئيس مبارك، مع تطرق سريع لتقييم أداء الدكتور نظيف ينتهى بإصدار حكم قاطع بأنه لا يصلح للقيام بأعمال نائب الرئيس فى حالة غيابه.. باختصار هو حوار يأتى فى سياق مجموعة حوارات بدأت بعادل إمام ثم خالد يوسف «المخرج» ورجل الأعمال إبراهيم كامل كلها تصب فى أن أحدا لا يصلح لحكم مصر إلا الرئيس مبارك أو جمال مبارك.وإذا كان البعض يرى أن البرادعى لا يصلح إلا لرئاسة جمعية خيرية، وهو الوحيد فى مصر الذى استطاع حشد أكثر من سبعة آلاف شخص فى مسيرات سلمية، من الدقهلية إلى الفيوم إلى الإسكندرية، فماذا نقول عن الزعامات الحزبية التى لا تستطيع جمع عشرين شخصا فى اجتماع عام؟ أظن أنها فى معظمها تستحق لقب «أحزاب تكريم الإنسان» بكل جدارة واستحقاق!