انتقدت منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش)، اليوم الثلاثاء الشرطة في مصر لقيامها بضرب المتظاهرين خلال عدة تظاهرات سلمية جرت في يونيو الجاري معتبرة أن هذا الضرب يشكل "عقابا خارج القانون". وقال جو ستورك، نائب مدير إدارة الشرق الأوسط في (هيومن رايتس ووتش) في بيان، إن "السلطات المصرية يجب أن تكف عن ضرب واعتقال المتظاهرين السلميين بشكل عشوائي كما يجب عليها التحقيق مع المسئولين عن ذلك"، وأضاف أن "المسئولين عن الأمن يجب أن يتعلموا كيف يؤدون عملهم من دون عنف مجاني يعتبر بمثابة عقاب خارج القانون". يُذكر أن مصر شهدت عدة تظاهرات احتجاجا على موت الشاب خالد سعيد (29 سنة) في الإسكندرية في 6 يونيو الذي تقول المنظمات الحقوقية إنه ناتج عن تعرضه للضرب حتى الموت من قبل رجال الشرطة بينما تؤكد وزارة الداخلية أنه بسبب ابتلاعه لفافة من البلاستيك تحوي مخدرات. وقالت (هيومن رايتس ووتش) إن الشرطة اعتقلت 100 متظاهر خلال 3 تظاهرات نظمت بعد موت خالد سعيد كما ضربت المتظاهرين والصحفيين خلال تظاهرة جرت في 20 يونيو في القاهرة. وقد تحول خالد محمد سعيد الذي يعتقد أن الشرطة ضربته حتى الموت في الإسكندرية، إلى رمز لعنف قوى الأمن تجاه المدافعين عن حقوق الإنسان المصريين، وذلك بفضل الانترنت على الأخص. وأمام حركة الاحتجاجات القوية، طلب النائب العام عبد المجيد محمود استكمال التحقيق ثم إعادة تشريح الجثة تحت إشراف 3 أطباء شرعيين مستقلين. وأعلن النائب العام، يوم الأربعاء الماضي 23 يونيو، أن إعادة تشريح جثة خالد سعيد أظهرت أن الوفاة نجمت عن إصابته باختناق نتيجة ابتلاعه لفافة مخدر نافيا بذلك عن الشرطة شبهة تعذيب الشاب حتى الموت التي أثارت حركات احتجاج شعبية واسعة وقلق واشنطن، إلا أن المحامين الذين وكلتهم أسرة خالد سعيد شككوا في مصداقية إعادة تشريح الجثة. وأفاد شهود أن الشاب اقتيد خارج مقهى للانترنت في الإسكندرية بعد رفضه الخضوع لتفتيش عناصر شرطة مدنيين، ثم تعرض للضرب المبرح في الشارع. وأكد مركز النديم لحقوق الإنسان أن الشرطيين "سحبوا خالد بالقوة إلى خارج المقهى حيث ضرب في الشارع حتى الموت"، فيما وصف بعض الجيران خالد محمد سعيد بأنه "شاب عادي" يمضى أغلبية وقته في الاستماع إلى الموسيقى وتصفح الانترنت. ودعت منظمة العفو الدولية إلى "تحقيق فوري ومستقل" حول مقتل خالد "عندما كان في عهدة القوات الأمنية". وقاد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي أصبح أبرز معارضي نظام الرئيس حسني مبارك، تظاهرة ضمت عدة آلاف في الإسكندرية يوم الجمعة الماضي 25 يونيو، احتجاجا على التعذيب بعد أن قام بزيارة أسرة خالد سعيد وقدم لها العزاء.