تستأنف اليوم مباريات دور ال16 لمونديال جنوب إفريقيا 2010 بمواجهتين غاية فى القوة الأولى بين الغريمين انجلترا والمانيا والتى تقام فى "فري ستيت" في بلوموفنتين فى الخامسة مساء. وتعتبر هذه المواجهة قمة كروية في دور ال16 , واعتبرتها الصحافة البريطانية نهائي مبكر للبطولة , حيث توج الماكينات الألمانية باللقب 3 مرات , فيما نال الأسود الثلاثة شرف رفع الكأس مرة واحدة , وكانت هذه المرة في عام 1966 وعلى حساب الألمان في مباراة مثيرة انتهت 4-2 بعد الوقت الإضافي. ويتشابه تأهل الفريقين إلى دور ال16 في جنوب أفريقيا كثيراً , لأنهما انتظرا حتى الجولة الأخيرة ليحسما تأهلهما ، حيث تغلبت ألمانيا على غانا 1-صفر بفضل مسعود أوزيل لتتصدر المجموعة ، فيما تغلبت إنجلترا على سلوفينيا بالنتيجة ذاتها بهدف سجله جيرمين ديفو لتنهي الدور الأول في المركز الثاني خلف الولاياتالمتحدة , ما وضع المدرب الإيطالي فابيو كابيللو في وضع حرج للغاية خصوصا أمام الصحافة البريطانية "القاسية". وقال خواكيم لوف , المدير الفني للمنتخب الألماني عن المباراة : "نحن سعداء لمواجهة إنجلترا ، وستكون مباراة صعبة للغاية وسيشهد عليها التاريخ" ، محذرا من خطورة الإنجليز وخصوصا مهاجمهم واين روني المطالب بإظهار مستواه الحقيقي بعد أن قدم أداء متواضعا جدا في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول ما دفع كابيللو إلى استبداله في الشوط الثاني من مباراة سلوفينيا. أما في المعسكر الإنجليزي ، فيأمل كابيللو أن يكون الفوز الذي حققه لاعبوه على سلوفينيا في الجولة الأخيرة قد حررهم من الضغوط التي واجهتهم في مباراتي الولاياتالمتحدة والجزائر , ما دفع المدرب الإيطالي حينها إلى انتقاد عناصر المنتخب قائلا "ليس هذا هو الفريق الذي أعرفه". وبدوره علق فرانك لامبارد لاعب وسط تشيلسي على الموقعة الألمانية معتبرا أن منتخب بلاده عليه ألا يخشى أي خصم بعد أن استعاد أخيرا روحه ومستواه ، مضيفا : "إذا لعبنا كما فعلنا أمام سلوفينيا مع بعض التطوير فسنملك حينها فرصة كبيرة للفوز , وقد أظهرنا مع العزم والروح القتالية ما بإمكاننا فعله , ولا اعتقد أنه يهمنا من سنواجه بعد الآن لأن جميع المباريات ستكون صعبة من الآن وصاعدا , وأي فريق سنواجهه سيكون صعبا , والبطولة تنطلق الآن لأننا وصلنا إلى الأدوار الإقصائية". فى المواجهة الثانية يلتقي منتخبي الأرجنتين والمكسيك على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرج فى تمام التاسعة والنصف مساء في إعادة لمواجهتهما في الدور ذاته قبل 4 أعوام في ألمانيا. وتكمن صعوبة المهمة أمام المكسيك في أن الأخيرة كانت العقبة التي أتعبت الأرجنتين في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في 2006 حيث احتاج الأرجنتينيون إلى 120 دقيقة للخروج فائزين 2-1 بهدف رائع لمكسيميليانو رودريجيز في الدقيقة 98. كما أن المنتخب المكسيكي ظهر بوجه مشرف حتى الآن في البطولة ونجح في التغلب على فرنسا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة 2-صفر في الجولة الثانية قبل أن يخسر أمام أوروجواي صفر-1 ، وعلى الرغم من ذلك ضمن تأهله بفارق الأهداف عن جنوب أفريقيا المضيفة. ويقف التاريخ إلى جانب المنتخب الأرجنتيني لأن الفوز كان حليفه في 11 مرة خلال 25 مباراة جمعت بينهما حتى الآن. ويسعى دييجو مارادونا المدير الفني للأرجنتين إلى لقبه الثاني بعد الأول كلاعب عام 1986 ، سيلعب بتشكيلته الأساسية التي خاضت أول مباراتين أمام نيجيريا وكوريا الجنوبية وسيستفيد من راحة نجومه هيجوين وتيفيز وخافيير ماسكيرانو وآنخل دي ماريا وجابريال هاينزه وجوناس جوتييريز الموقوف. وتبقى الآمال معلقة على ميسي الذي أشركه مارادونا في المباراة أمام اليونان على الرغم من حسم التأهل حيث اعتبر غيابه "خطيئة" بل أنه منحه شارة القائد رغم وجود جوان فيرون في الملعب ليصبح أصغر قائد في تاريخ المنتخب الأرجنتيني. على الجانب الآخر، يعول المنتخب المكسيكي على صلابته الدفاعية وخط الوسط وهو يمني النفس بتعافي كارلوس فيلا مهاجم آرسنال الإنجليزي ليشكل ثنائيا خطيرا مع جيوفاني دوس سانتوس في خط الهجوم بفضل سرعتهما ومراوغاتهما لزعزعة الدفاع الأرجنتيني واستغلال أخطاء لاعبيه القاتلة , وكان فيلا تعرض للإصابة في المباراة أمام فرنسا.