اكتشف دفاع أسرة خالد سعيد «قتيل الإسكندرية» لدى مطالعته لقيد واقعة الوفاة فى دفتر قسم سيدى جابر أن الشرطة لم تقيد الواقعة «جنحة أو جناية» وإنما قيدتها باعتبارها «إثبات حالة»، رغم التشوه الظاهر على وجه المجنى عليه. وقال إسلام العبيسى، محامى الأسرة إنه فوجئ بالقضية مقيدة فى محضر إدارى، «ما يوحى بأن محررى المحضر فى قسم الشرطة يريدون التهرب من أى مسئولية وإبعاد القضية عن الشق الجنائى». وطلب القاضى ياسر الرفاعى، المحامى العام الأول لنيابات الإسكندرية نسخة من ملف التحقيق فى قضية مقتل خالد، الذى قال شهود عيان إنه «تعرض للتعذيب حتى الموت على يد مخبرين من قوة القسم»، فيما استمعت نيابة سيدى جابر فى التحقيقات التى باشرها محمد درويش، لثلاثة شهود من أفراد القسم، أكدوا أنه «لم يتم تعذيب المجنى عليه ولكن حاولنا إنقاذه حينما ابتلع لفافة بانجو كانت بحوزته وتسببت فى اختناقه». وطلبت النيابة تحريات المباحث الجنائية بمديرية أمن الإسكندرية عن الواقعة لمقارنتها بأقوال شهود قسم سيدى جابر، كما طلبت النيابة من الشرطة تفسيرا للتشوه الموجود فى وجه المتهم وجثته حسبما جاء فى معاينة النيابة وتقرير الطب الشرعى ولم تشر أقوال شهود «الداخلية» من قريب أو بعيد لسبب هذا التشوه. وقال إسلام العبيسى محامى أسرة القتيل إنه سيقدم إلى النيابة «شهودا كثيرين يؤكدون ضرب الشرطة وتعذيبها لخالد». وأكد محمد عبدالعزيز، المحامى بمركز النديم لعلاج ضحايا التعذيب والموكل من المركز لحضور التحقيقات أن النيابة العامة لم تتلق تقرير الطب الشرعى حتى الآن. وقال عبدالعزيز ل«الشروق» أمس: النيابة أكدت لى عدم تلقيها التقرير، وهو ما يكذب ادعاء وزارة الداخلية، فكبير الأطباء الشرعيين، الدكتور كرم شحاتة لم يقدم أية تقارير، وهو ما يعنى أن بيان وزارة الداخلية مفبرك ومتسرع، فما سيفصح عنه تقرير الطب الشرعى هو الحقيقة، ومن المنتظر أن يصدر التقرير خلال يومين». وأضاف: «ما قيل عن أن الصورة التى تم نشرها للمجنى عليه خالد تم أخذها بعد تشريح الجثة بمعرفة الطبيب الشرعى، كذب وافتراء لأن واقعة الضرب المبرح تمت على مسمع ومرأى من الجميع، كما أن الطبيب الشرعى لن يقوم بخلع أسنان خالد من أجل تشريح الجثة وغيرها من الآثار الأخرى التى شملت جميع أنحاء جسده». وتابع عبدالعزيز: «هيئة الدفاع قدمت (سى دى) يحوى مقطع فيديو، يبين اعتداء ضباط ومخبرى قسم سيدى جابر على النشطاء، وسحلهم على الرصيف المقابل للقسم، ومن بينهم حسن مصطفى، والذى مزقت ملابسه وتعرض للضرب مع باقى النشطاء».