تواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلية حالة طوارئ صحية بعد اجتياح موجة من الإنفلونزا مبكرًا قبل موسمها المعتاد، ما أسفر عن تسجيل وفيات ومئات الإصابات، وأدى إلى أزمة حادة نتيجة تكدس المستشفيات وزيادة الإقبال المفاجئ على التطعيم عقب انتشار العدوى بشكل سريع ومفاجئ. وتستعرض "الشروق" ملامح أزمة تفشي وباء الإنفلونزا في دولة الاحتلال، استنادًا إلى ما نشرته صحف جيروزاليم بوست، وهآرتس، إلى جانب موقع واي نت العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت. حصيلة ضحايا غير معتادة وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل حصيلة أولية بلغت 2000 إصابة منذ نوفمبر الماضي، من بينهم 800 طفل، فيما توفي 4 أطفال خلال الأسابيع الأخيرة متأثرين بمضاعفات الإنفلونزا، بينما يخضع نحو 90 مصابًا للرعاية المركزة بسبب شدة الأعراض، بينهم 43 طفلًا. انتشار مفاجئ وبحسب هيئة الاستخبارات الصحية التابعة لوزارة الصحة الإسرائيلية، بدأ موسم الإنفلونزا هذا العام في وقت أبكر من المعتاد، حيث انتشر الفيروس في اليابان أولًا، قبل أن ينتقل سريعًا إلى المستوطنين الإسرائيليين الذين لم يستعدوا له بتلقي اللقاحات أو الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامات وتجنب أماكن التكدس. تحور الفيروس يفاقم الأزمة ونقل موقع واي نت عن أطباء أن نوعًا فرعيًا شائعًا من فيروس إنفلونزا A يقف وراء تفشي الوباء، بينما أوضحت البروفيسورة غاليا جريسرو، مديرة قسم الأمراض المعدية بأحد المستشفيات الإسرائيلية، أن الفيروس طرأت عليه تغيرات جينية جعلته أكثر قدرة على مقاومة المناعة الطبيعية، مؤكدة أن التطعيم هو الوسيلة الوحيدة لوقف انتشاره، مع التشديد على ضرورة الإسراع في تلقي اللقاح قبل نفاد الكميات المتوافرة. ذعر وضغوط صحية وسادت حالة من القلق بين المستوطنين بسبب ارتفاع نسبة وفيات الأطفال، حيث توفي 4 أطفال بين أواخر نوفمبر وخلال ديسمبر، وفق البيانات الرسمية. وتسبب الضغط المتزايد على المستشفيات في تفاقم الأزمة الصحية، بحسب واي نت، خاصة في ظل امتلاء المستشفيات مسبقًا بمرضى الحصبة وبقية الأمراض الشتوية، وفي المقابل أعلنت الحكومة الإسرائيلية استيراد 485 ألف عبوة لقاح لتلبية احتياجات المستوطنين خلال تفشي الوباء.