قرت نيابة الدخيلة في الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، تجديد حبس "ط.ح.ع"، 32 عامًا، عامل باليومية، 15 يومًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بقتل زميله "ع.ع.ص"، الذي يسكن معه، عمدًا مع سبق الاصرار، وتفطيع جثمانه 4 أجزاء، ودفن جزأين منها وإلقاء الباقي في مقلب قمامة بمنطقة أبو يوسف؛ وذلك بدعوى سبه وقذفه بالأم والأب، واتهامه بسرقة مبلغ 1200 جنيه. وكانت النيابة العامة اصطحبت المتهم، محل إقامته الأصلي محافظة المنيا، وسط حراسة أمنية إلى الشقة المستأجرة للسكن والتي شهدت الواقعة، وذلك برفقة الطب الشرعي، ومختصين من الحماية المدنية، لاستخراج الأجزاء المدفونة من جثمان المجني عليه، من محافظة قنا، وإجراء معاينة تصويرية لتمثيل كيفية ارتكاب الجريمة. وأقر المتهم في التحقيقات أنه بعد الانتهاء من تقطيع الجثمان، فكّر في إشعال النيران فيه، إلا أنه تراجع عن فكرته؛ خشية تصاعد الدخان، وأن يلاحظ الجيران الأدخنة ويبلغوا الشرطة بوجود حريق بالشقة، وينكشف أمره، قائلا: "لو كنت أعرف أن الجثة هتتعرف عن طريق البصمات كنت قطعت أصابعه ودفنتها مع الرأس والقدم اليمنى". وأضاف المتهم أن سابقة عمله في مهن "الطبخ والجزارة" سهل عليه مهمة التخلص من آثار الجريمة، حيث قطع الجثمان وقام بتكسير سيراميك غرفة المجني عليه باستخدام الأجنة والشاكوش، ثم دفن أجزاء من الجثة، وتحديدًا القدم اليمنى، وغطاها بخليط من الرمال والأسمنت وسوى الأرضية فوقها. وأوضح المتهم، أنه وعقب ذلك صعد إلى الطابق الثاني بالعقار محل الحادث، حيث توجد شقة تحت "تحت التشطيب" بحثًا عن مكان لدفن رأس المجني عليه، فشاهد غرفة الحمام بها موضع مخصص لقاعدة الحمام، وبأسفله حفرة، فوضعها بداخلها، ثم جهز خليطًا من الأسمنت والرمال وغطى الحفرة حتى لا يكتشفها أحد. وأشار المتهم إلى أن المدة الزمنية للتخلص من أجزاء المجني عليه استغرقت 9 ساعات، بدأت الساعة 7 صباحًا، وعقب ذلك عاد إلى الشقة محل الواقعة، واستحم وارتدى ملابسه، وعقب إحساسه بالجوع اشترى سندوتش كبده، وذهب للجلوس على المقهى، واحتسى الشاي، واستمع للأغاني، ثم عاد إلى الشقة وخلد للنوم حتى اليوم التالي، حيث قرر السفر لبلدته في صعيد مصر، وذلك قبل ضبطه. وتلقت النيابة العامة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وتقرير الصفة التشريحية الخاص بمناظرة جثة القتيل، مع التصريح بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الإجراءات، واستمعت لأقوال شهود العيان، مع مدها بتقرير فحص تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة؛ لبيان ملابسات الحادث. وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء رشاد فاروق، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الدخيلة، بورود إشارة إدارة شرطة النجدة، حول بلاغ من الأهالي بعثور عمال النظافة على أشلاء جثة داخل مقلب قمامة في منطقة العجمي. وبانتقال الشرطة إلى موقع البلاغ، تبين من المعاينة وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة، أن زميله وراء ارتكاب الواقعة، حيث حضر من الصعيد منذ 3 أعوام، واستقر في منطقة أبو يوسف، إذ كان يقيم في شقة مستأجرة، عبارة عن غرفتين وصالة، إحداهما مخصصة للمجني عليه، والأخرى للمتهم وشخص ثالث يدعى "م.ا" كونهم عمال باليومية، ويتقاسموا دفع إيجارها. وسجلت كاميرات المراقبة 7 مقاطع فيديو، ظهر المتهم في الأول حاملًا جوال بلاستيكي ممتلئ، والثاني عقب التخلص من الأجزاء الأولى، والثالث يظهره دون أن يحمل أشياء بيده، والرابع أثناء دخوله مخبز، والخامس أثناء خروجه من المخبز ويحمل أجولة بلاستيكية، والسادس حال توجهه لشراء الأسمنت والرمال، والسابع يظهر وهو يحمل كيس بلاستيكي أسود ممتلئ. وبتقنين الإجراءات، وضبط المتهم، أقر في التحقيقات أن المجني عليه طلب منه أن يشاركه "منذ عام" في نقل عفش سيدة من منطقة أبو يوسف إلى منطقة البيطاش، فذهب معه، وعقب الانتهاء من عملهم، حدثتهم السيدة بأن درج "الكمودينو" كان يوجد به مبلغ 1200 جنيه، فردا عليها بأنهم لم يأخذوا تلك الأموال، وبإمكانها تفتشيهم أو تطلب لهم الشرطة، فردت عليهم قائلة: "خلاص ربنا يعوض عليا"، وانتهيا من العمل وذهبا إلى المسكن. وأضاف المتهم، أنه وبعد مرور سنة كاملة، وبسبب أن المجني عليه لم يعمل لبعض الوقت، واضطر لاقتراض مبالغ مالية من زملائه على سبيل السلف، خاطبه قائلًا: "عايز مبلغ ال1200 جنيه اللي سرقتهم من السيدة التي نقلنا العفش لديها"، فأنكر المتهم السرقة وأنه ليس "حرامي" فنعته المجني عليه بالسباب والشتائم بالأم والأب، ليتطور الأمر إلى حدوث مشادة بينهما، ألح خلالها القتيل في طلب المبلغ، مكررًا أمر السب والقذف للمتهم وأهله، فقرر الانتقام منه. وأشار المتهم في التحقيقات إلى أنه وعقب هذا الخلاف، استغل نزول زميلهما الثالث إلى العمل، وأحكم غلق باب الشقة، وبعد أن أعد سلاحين أبيضين "سكينتين"، دخل إلى غرفة المجني عليه، وطلب منه الذهاب إلى السيدة؛ لإنهاء الخلاف بينهما، وعندما رفض، أخرج السكين الصغير وسدد به طعنه نافذة له في الرقبة، وأخرى في الصدر، ثم أخرج السكين الكبير وسدد له به عدة طعنات في البطن أردته قتيلا. وكشف المتهم عن أنه استعان في التخلص من الجثة ب"الأجنة والشاكوش" الخاصين بعمل المجني عليه، واشترى 3 أجولة فارغة، وأسمنت، ورمال جمعها من عقار تحت التشطيب، ثم أهداه تفكيره الشيطاني إلى تقطيعها لأجزاء، ودفن بعض منها في الشقة، ونقل الباقي داخل أجولة وإلقائه في مقلب القمامة، ثم وضع متعلقاته الشخصية معه حتى لا يفتضح أمره. وأوضح المتهم أنه وأثناء التفكير في كيفية إنهاء حياة المجني عليه والتخلص منه؛ تمنى لو كان بحوزته سلاح ناري لقتله بسهولة. تم تحريز الأسلحة المستخدمة في الجريمة، والأدوات التي استعان بها المتهم للتخلص من أثارها، وبمواجهته أقر بارتكابها، فتحرر محضر إداري بقسم شرطة الدخيلة، وجارٍ العرض على النيابة العامة؛ حيث تباشر التحقيقات.