• الأعمال تمنح مساحة للأصوات المهمشة وتؤكد دور السينما كأداة لفهم العالم ومقاومة قسوته كشف مهرجان برلين السينمائى الدولى عن القائمة الأولى لأفلام قسم «بانوراما» فى دورته لعام 2026، والتى تضم 12 فيلمًا تتنوع بين العروض العالمية الأولى، والأعمال الروائية الطويلة الأولى، والأفلام الوثائقية التى تمزج بين الحس الشعرى والطرح الملحّ لقضايا إنسانية وسياسية معاصرة. وتعكس الاختيارات المبكرة توجه ال«بانوراما» الدائم نحو السينما المستقلة الجريئة، مع حضور لافت للسينما الألمانية الشابة، إلى جانب أعمال لمخرجين بارزين من أوروبا وآسيا والأمريكيتين والشرق الأوسط. ويضم البرنامج حتى الآن عشرة عروض عالمية أولى، وخمسة أفلام روائية طويلة أولى، من توقيع المخرجين دانييل عربيد، وباتريك شيها، وكيلى أوسوليفان وأليكس تومسون، وآنا رولر، وفراز شريعت، وإيان دى لا روزا، وسيباستيان براميشوبر. يطرح برنامج «بانوراما» هذا العام أسئلة محورية حول المساحات التى نعيش فيها أو نُقصى عنها، وما الذى ندافع عنه أو نغزوه فى عالم مضطرب، وتتنوع موضوعات الأفلام بين حياة المنفى، وأثر الحروب، والعنصرية فى أوروبا، وقصص الحب المتمردة فى مدن، مثل بيروتوبرلين وإسبانيا، إضافة إلى رصد لقاءات إنسانية عابرة على الطرق السريعة. من أبرز الأفلام المختارة «لا يفوز إلا المتمردون» فى عرضه العالمى الأول، وهو إخراج دانييل عربيد بطولة هيام عباس وأمين بن رشيد وإنتاج فرنسى لبنانى قطرى مشترك؛ تدور الاحداث حول قصة حب غير متكافئة تنشأ فى بيروت المأزومة بين أرملة من أصول فلسطينية وشاب سودانى بلا أوراق، حيث يتحول الحب إلى فعل مقاومة. والفيلم اليابانى «مخدر» إخراج تاكويا أوتشياما، عرض العالمى الأول، ويدور حول رحلة شاب فقد صوته فى طفولة قاسية، يعود إلى اليابان بحثا عن أبٍ غائب وهوية مفقودة. ويضم قسم «بانوراما» إيضا فيلم «كفى» من الكونغو الديمقراطية، إخراج إليزيه ساواساوا، وهو فيلم وثائقى يغوص فى فوضى مدينة جوما بعد عقود من الحرب والنزوح. ومن ألمانيا فيلم «الادعاء»، إخراج فراز شريعت، وتدور احداثه حول مدعية عامة تواجه نظام العدالة نفسه بعد نجاتها من هجوم عنصرى، فى مواجهة التطرف اليمينى. ومن السينما الألمانية أيضًا فيلم «جبلان يثقلان صدرى» أول أعمال المخرجة فيف لى، وهو بورتريه إنسانى لرحلة فنانة صينية بين عائلتها المحافظة فى بكين ومجتمع المثليين فى برلين. وكذلك الفيلم الألمانى «أليجرو باستيل»، إخراج آنا رولر، والذى يدور حول علاقة عاطفية عن بُعد تختبر حدود الحميمية والالتزام فى زمن الاتصال الدائم. وهناك أيضا الفيلم الفرنسى «شتاء روسى»، إخراج باتريك شيها، والذى يرصد فى فيلمه خيارات المنفى والسجن والحرب التى فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية على جيل كامل. ويعرض ضمن بانوراما برلين الفيلم الامريكى «باكس هاربور»، إخراج بيت مولر، وهو فيلم وثائقى طويل عن الذاكرة والهوية فى فضاء أمريكى هامشى. وهناك أيضًا الفيلم الأمريكى «ماوس»، إخراج كيلى أوسوليفان وأليكس تومسون، والذى تستكشف أحداثه تفاصيل صداقة مراهقتين على وشك الانهيار، تتحول إلى علاقة معقدة مع أم إحدى الصديقتين. وكذلك الفيلم الأسبانى الألمانى «إيفان وهادوم»، إخراج إيان دى لا روزا، والذى يتناول قصة حب فى منطقة زراعية بجنوب إسبانيا تصطدم بالطموح الطبقى والاختيارات الأخلاقية. ومن المكسيك فيلم «جاريبو»، إخراج إفراين موجيكا وريبيكا زويج، والذى يستعرض رحلة بصرية إلى عالم رعاة البقر فى المكسيك؛ تستكشف الذاكرة والرغبة والهوية المثلية. وتقدم النمسا فيلم باسم «لندن»، إخراج سيباستيان براميشوبر، وهو بورتريه حميمى لأوروبا المعاصرة من خلال أحاديث عابرة بين غرباء على الطريق. وتشير هذه القائمة الأولى إلى ملامح دورة «بانوراما» استثنائية فى برلين 2026، تحتفى بالاختلاف، وتمنح مساحة للأصوات المهمشة، وتؤكد من جديد دور السينما كأداة لفهم العالم ومقاومة قسوته، حيث لا يفوز - كما تقول إحدى عناوين الأفلام - إلا المتمردون.