يواجه محمد صلاح، نجم ليفربول وقائد منتخب مصر، مرحلة دقيقة في مسيرته الكروية، تتقاطع فيها الأسئلة الفنية مع التحديات النفسية، في توقيت بالغ الحساسية. فبين غموض يلف مستقبله مع "الريدز". وتزايد الحديث عن رحيل محتمل خلال فترة الانتقالات الشتوية، تتصاعد التكهنات حول الوجهة المقبلة للنجم المصري، في ظل عروض مغرية من أندية سعودية وأمريكية وأوروبية كبرى. هذا الزخم من الشائعات يفتح باب التساؤلات: هل تؤثر ضغوط المستقبل على تركيز صلاح مع منتخب مصر؟ أم تتحول بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة إلى منصة رد عملي داخل المستطيل الأخضر، يؤكد من خلالها مكانته كأحد أبرز نجوم اللعبة عالميًا؟ صلاح والضغط… علاقة اعتادها النجم المصري التاريخ القريب لمحمد صلاح يشير بوضوح إلى قدرته على التعامل مع الضغوط، بل وتحويلها في كثير من الأحيان إلى حافز إضافي. ففي أصعب اللحظات، اعتاد قائد الفراعنة الظهور بشخصية قوية، سواء مع ليفربول في مواجهات حاسمة، أو مع المنتخب الوطني في بطولات كبرى. الجدل لم يكن يومًا عائقًا حقيقيًا أمامه، بل كثيرًا ما شكّل دافعًا لتقديم أفضل مستوياته. ومع اقتراب كأس الأمم الأفريقية، يبدو الدافع هذه المرة مضاعفًا. فالأمر لا يتعلق فقط بإثبات الجاهزية الفنية، أو الرد على الأحاديث المحيطة بمستقبله الاحترافي، بل يتجاوز ذلك إلى حلم شخصي ظل مؤجلًا رغم مسيرة حافلة بالإنجازات. حلم أفريقي لم يكتمل بعد رغم النجاحات الفردية والجماعية التي حققها صلاح، يبقى لقب كأس الأمم الأفريقية الغائب الأبرز في مسيرته. فقد خسر نهائي البطولة أمام الكاميرون عام 2017، ثم تلقى ضربة أشد قسوة في نهائي 2022 أمام السنغال، في لحظة تركت أثرًا واضحًا على النجم المصري والجماهير على حد سواء. اليوم، ومع اقتراب نسخة جديدة من البطولة، تبدو الفرصة قائمة لكتابة فصل مختلف. فكل الشكوك المحيطة بمستقبل صلاح قد تتحول إلى وقود إضافي يقوده لأداء استثنائي بقميص الفراعنة. ساحة الحسم الأخيرة بين ضجيج العروض، وحسابات الانتقال، وحلم التتويج القاري، تبقى كأس الأمم الأفريقية ساحة الحسم الحقيقية. هناك فقط، داخل الملعب، يملك محمد صلاح فرصة جديدة ليحسم الجدل بطريقته المفضلة… بالأهداف والقيادة، وربما بإنجاز يضع اسمه في الصفحة الأهم بتاريخ الكرة المصرية.