احتفلت دار الشروق، اليوم الأربعاء بعيد ميلاد الكاتب والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد، وسط أجواء دافئة شهدت حضور نخبة من الكتاب والمثقفين وأصدقاء مشواره الإبداعي، إلى جانب زوجته وعدد من محبيه وأسرة دار الشروق، الذين شاركوا في الاحتفاء بمسيرته الطويلة وما قدمه للأدب العربي من مؤلفات بارزة. شهدت الأمسية حضور المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، وأميرة أبو المجد مدير النشر والعضو المنتدب، وتيسير سمك زوجة إبراهيم عبد المجيد، والدكتور حسين حمودة، الكاتب الصحفي سيد محمود، ومصطفى الطيب، والكاتب ماهر حسن، والكاتب الصحفي إيهاب مصطفى، والكاتب الصحفي محمد السرساوي. كما حضر اللقاء أحمد بدير العضو المنتدب لدار الشروق، ومحمد بنداري مدير القطاع المالي. ومحمد خضر، مدير المبيعات بالدار، إضافة إلى والفنان ومصمم الأغلفة، محمود عبده، سونهام صالح، ونانسي حبيب مسؤول النشر، وعمرو عز الدين، مسؤول التسويق بالدار. جاء الاحتفال تقديرًا لمسيرة إبراهيم عبد المجيد الأدبية الممتدة، وما قدمه من أعمال شكلت جزءًا من الذاكرة الروائية العربية، واحتفاءً بعلاقته الممتدة مع دار الشروق التي نشرت عددًا من أهم كتبه. ولد إبراهيم عبد المجيد في الإسكندرية عام 1946، المدينة التي ستظل محور تجربته الكبرى. في سنوات مراهقته انجذب إلى القراءة وعوالمها الواسعة؛ قرأ للأدباء الروس والفرنسيين والمصريين على السواء، ووجد في الأدب فسحة تسمح له بأن يفهم العالم من خلال الآخرين. التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، ليدرس الفلسفة، وهو اختيار يعكس ميله المبكر للأسئلة الكبرى حول الإنسان والوجود. وبعد تخرّجه، انتقل إلى القاهرة ليعمل في مجالات ثقافية مختلفة، من بينها وزارة الثقافة، حيث أسهم في تنظيم النشاط الثقافي والملتقيات الأدبية. نال إبراهيم عبد المجيد عدة جوائز مهمة، من أبرزها جائزة نجيب محفوظ للرواية، وجوائز من معرض القاهرة للكتاب، وجوائز عربية تقديرًا لإسهامه في تحديث الشكل الروائي. تُرجمت أعماله إلى لغات عدة، بينها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية واليونانية، ما جعله أحد أكثر الكتّاب المصريين وصولًا إلى القرّاء في الخارج. إبراهيم عبد المجيد أحد رواد الرواية العربية المعاصرة. صاحب إرثًا كبيرًا من الروايات والمجموعات القصصية والكتابات الفكرية، يشكل كلها خريطة عاطفية واجتماعية للمدينة المصرية في تحولات القرن العشرين وبداية الحادي والعشرين. استطاع أن يمنح المدن صوتًا، وأن يجعل الوجوه الهامشية جزءًا من قلب السرد الأدبي. حين يكتب عن الإسكندرية أو القاهرة، فهو لا يكتب عن حجارتها، بل عن أرواح من عاشوا فيها؛ عن الحنين لزمن لم يكتمل، وعن رغبة الإنسان في أن يجد لنفسه مكانًا وسط عالم يتغير بلا توقف. إبراهيم عبد المجيد ليس روائيًا فقط، بل هو "كاتب الذاكرة". استطاع أن يمنح الرواية العربية مساحة جديدة للبوح بالتجارب الفردية، ولتوثيق التحول التاريخي من منظور إنساني. أسلوبه البسيط العميق، وقدرته على خلق عوالم تنبض بالحياة، جعلاه أحد الأصوات التي لا تُنسى بسهولة في الأدب المصري والعربي.