أجرت صحيفة "براج بوست" التشيكية حوارا مع الروائي بهاء طاهر خلال حضوره مهرجان الكتّاب في باراجواي، سألته خلاله عن رد فعله بعد الاعتداء الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية، التي كانت في طريقها لكسر حصار قطاع غزة، حيث قال إنه لا يزال مكتئبا للغاية. وأضاف طاهر أنه يبدو وكأن لدى العالم حزمتين من القوانين الدولية، أحدها خاصة بالإسرائيليين والأخرى لباقي دول العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن لدى طاهر نظرة فريدة لمشكلات الشرق الأوسط، فهو من جنوب مصر، يساري ناشط في الستينات، وتمت مصادرة أعماله أثناء السبعينيات ثم تم نفيه خارج مصر. وأمضى طاهر نحو 20 عاما في منفاه، يكتب ويترجم للأمم المتحدة في جينيف، قبل أن يعود لمصر ليصبح من أشهر الروائيين المصريين. وأشارت الصحيفة إلى أن طاهر يتمتع بنظرة ثاقبة في الثقافة الشرق أوسطية، التي تتجلى في أعماله واستيعابه للفرق بين الشرق الأوسط والغرب، حيث كان من الممكن أن يتحول ليكون لديه آراء قومية أو إقليمية متشددة، غير أن تجربته صنعت منه شخصية أممية، ومراقب متوازن، تتمثل همومه الرئيسية في حقوق الإنسان. وقال طاهر خلال حديثه إنه عاش في أوروبا فترة طويلة تكفي ليعلم المتوقع وغير المتوقع، لذلك أصبح غير مندهش من المعايير المزدوجة، حيث يحصل طرف واحد على كافة حقوق الدفاع عن النفس، أما الطرف الآخر فيحرم من نفس الحقوق، مضيفا أنه لا يزال مندهشا من أن دماء العرب والفلسطينيين رخيصة في نظر العالم، وهو ما يثير اشمئزازه أكثر مما يدهشه! وردا على سؤال حول ما يراه مناسبا كحل قريب لمشكلة غزة، أكد طاهر أن الحل الأول هو رفع الحصار عن غزة، مشيرا إلى أن مصر فعلا كانت شريكا في الحصار، لكنه لا يمانع في أن ينتقد حكومة بلاده، أو أي حكومة أخرى أداؤها معيبا. فقد انتقد طاهر أيضا الحكومة الأمريكية كونها رأت الاعتداء الإسرائيلي على الناشطين السلميين على قافلة الحرية "منطقي جدا". ولا يكتفي طاهر بنشر النزعة الإنسانية في حياته فقط، بل امتدت إلى أدبه أيضا، فهو يحارب استخدام النماذج النمطية الشرقية أو الغربية، بل يسعى لتوظيف الشرق الأوسط بمفرداته وتفاصيله وشخصياته للوصول إلى الأفكار والاهتمامات الكونية، بمعنى أنه يستخدم الجزء للوصول إلى الكل. وفي عام 2006 صدر لبهاء طاهر رواية "واحة الغروب" التي فازت بجائزة البوكر الأدبية، وفيها استخدم طاهر شخصيات رئيسية مصرية منها بطل الرواية الضابط المصري الذي تزوج من امرأة أيرلندية، وتدور أحداث الرواية كلها في إطار الاحتلال الاستعماري والثورات الداخلية. وامتدح طاهر الكاتب والمؤلف بيتر ماثيسين الذي فاز بجائزة سبايروس فيرجوس لحرية التعبير، قائلا إنه كان سعيدا جدا بفوز ماثيسين بها، لأن حرية التعبير تظل مجرد وعظ ومحاضرات إلى أن يتم استخدامها لمساعدة الضعفاء والمقهورين. وأثنى طاهر على ما كتبه ماثيسين عن الهنود الأمريكان. وأكد طاهر على أن أهم شيء هو أن يكون لكل إنسان الحق في حرية التعبير، حتى لو كنت تعطي هذا الحق لخصومك السياسيين. وأعلن أنه مستعد للموت في سبيل حصول الآخرين على حرية التعبير ليعلنوا رأيهم للعالم أجمع، حتى لو كان رأيهم مخالف تماما لما يعتقده هو شخصيا.