لماذا عاقبت المحكمة سيدة وابنتها بالحبس شهرين في واقعة التعدي على الطالبة سما أمام مدرسة بالطالبية؟

أودعت محكمة جنح الطالبية، حيثيات حكمها، بمعاقبة سيدة وابنتها بالحبس شهرين، على خلفية اتهامهما بالتعدي على الطالبة "سما"، أمام مدرسة بمنطقة الطالبية في محافظة الجيزة.
وأصدرت محكمة جنح الطالبية، أمس الإثنين، حكمها بمعاقبة السيدة وابنتها، المتهمتين بالاعتداء على الطالبة "سما" بعصا خشبية، بالحبس شهرين وكفالة مالية ألف جنيه لكل متهمة لوقف تنفيذ الحكم لحين الاستئناف عليه.
وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها التي حصلت "الشروق" على نسخة منها، في القضية رقم 12741 لسنة 2025 جنح الطالبية، اعتداء الأم وابنتها الكبرى على الطالبة المجني عليها باستخدام عصا خشبية "شوم"، وإحداث إصابتها بسحجات وخدوش وجروح سطحية بالوجه، وكدمات متفرقة بالزراع الأيسر والرقبة اليسرى وكدمات في اليد اليمنى، وذلك بعد مشادة كلامية تطورت لمشاجرة بين الطفلة المجني عليها، وصديقتها ابنة المتهمة الأولى وشقيقة الثانية.
وقالت المحكمة في حيثياتها أنه المقرر بنص المادة 242 الفقرة الأولى والثالثة من قانون العقوبات، إذا لم يبلغ الضرب أو الجرح درجة الجسامة المنصوص عليها يعاقب فاعله بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن عشرة جنيهات ولا تجاوز مائتي جنيه مصري، وإذا حدث الضرب أو الجرح باستعمال اسلحة أو عصى او ادوات أخرى تكون العقوبة الحبس.
وتابعت المحكمة أن المستقر عليه بقضاء محكمة النقض أنه من المقرر أن القانون لم يرسم شكلاً خاصاً يصوغ فيه الحكم بيان الواقعة المستوجبة للعقوبة والظروف التي وقعت فيها، وأن المستقر عليه بقضاء محكمة النقض أن لمحكمة الموضوع كامل الحرية من أن تستمد اقتناعها بثبوت الجريمة من أي دليل تطمئن إليه طالما أن هذا الدليل له مأخذه الصحيح من الأوراق.
كما أن من المقرر لمحكمة الموضوع أن تستخلص من أقوال الشهود وسائر العناصر المطروحة على الصورة الصحيحة لواقعة الدعوى، حسبما يؤدي إليه اقتناعها وأن تطرح ما يخالفها أخرى، ما دام استخلاصها سائغاً مستنداً إلى أدلة مقبولة في العقل والمنطق ولها أصلها في الأوراق الطعن، وقد استقر قضاء محكمة النقض في ذلك بأن المحكمة لا تلتزم في جريمة احداث جرح عمدا بأن تتحدث استقلالا عن القصد الجنائي لدي المتهم، بل يكفي أن يكون هذا القصد مستفادا من وقائع الدعوي.
- مشادة كلامية بين الطفلتين تطورت لمشاجرة
وكشفت المحكمة أنه لما كان الثابت من أوراق الدعوي وعقب مطالعة المحكمة لها، وأحاطت بها علما وبحثا لظروف الواقعة في صورتها الحقيقية، وحسبها استقر في يمين المحكمة وأطمان اليها وجدانها تتحصل في نشوب مشاجرة بين الطفلتين "نجاح رضا" التي تعرف ب "سما"، و "نورهان علاء"، قام على اثرها المتهمتين بالتدخل، التصدي للمجني عليها بالضرب واحداث اصابتها الموصوفة بالتقارير الطبية.
وأضافت المحكمة في حيثيات حكمها، انها اطمأنت لحدوث الواقعة المنسوبة للمتهمين بتلك الصورة المتقدمة وارتاح وجدانها واستقر في عقيدتها بارتكاب ذلك الجرم المنسوب للمتهمتين، واستمدت المحكمة تلك العقيدة من أدلة الثبوت التي تمثلت في أقوال والدة المجني عليها، والمتهمتينن وما جاء بتحقيقات النيابة بقيام المتهمان بالتعدي علي نجلتها بالضرب واحداث اصاباتها.
- شهادة الطفلة وتحريات الأمن
وقالت المحكمة أن المجني عليها أفادت بالتعدي عليها بالضرب باستخدام "شوم" وهو ما أكدته تحريات الأجهزة الأمنية بحدوث مشادة بين الطفلتين تطورت إلى مشاجرة، تدخل على إثرها أهلية الطفلتين وتعدي على بعضهم البعض تسبب في إصابة المجني عليها.
- التقرير الطبي للمجني عليها
وأوضحت المحكمة أن الإصابات التي لحقت بالمجني عليها عبارة عن تمزق وتشقق في الأنسجة وجروح تايجة الضرب بآلات حادة مثل "النبوت أو عصا خشبية أو قطعة حديدة"، أو نتيجة الرمي بالحجارة ، والكدمات نتيجة السقوط أرضًا وهى عبارة عن انسكاب الدم في الأنسجة، والتمزق نتيجة صدمة أو الضغط على الأوعية الدموية، أما عن السحجات أو التسلخات هي ابسط أنواع الجروح نتيجة طبيعة البشرة الجلدية، وأن الجروح القطعية نتيجة ألة حادة.
- معاقبة المتهمتين
ولهذه الأسباب وحسب ما انتهت إليه المحكمة من تحقيقات النيابة وشهادة الشهود، وأقوال المتهمين والطفلة المجني عليها ووالدتها، وتقرير الطب الشرعي، قررت المحكمة بحبس السيدة وابنتها بالحبس شهرين، وكفالة مالية قدرها ألف جنيه لكل متهمة في قضية الاعتداء.