دوب السودان الدائم بالأممالمتحدة، السفير الحارث إدريس، إن السودان «سيقاوم مشروع التفكيك الدولي ورعاته الإقليميين والدوليين»، مشددا أنه «سيعوّل على مد البندقية لدحرهم، واستخدام حق الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأممالمتحدة» وذلك كما فعلت حركة الإمام المهدي أمام الاستعمار في القرن التاسع عشر. وأضاف خلال جلسة مجلس الأمن مساء اليوم أن «استمرار صمت المجتمع الدولي تجاه ما يجري من جرائم ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ورعاتها الإقليميون؛ تحول إلى استعمار جديد بنمط قبيح، مشددا أن لا يُفسر على أنه حياد؛ بل تواطؤ مشين بالصمت وتحريض بالإشارة». وأكد أن السودان لن ينسى من تسبب له في هذه الكوارث وتجاهل معاناته وتشريده، موضحا أن السودان لا يطلب الشفقة، فالله عز وجل وحده الرؤوف الرحيم؛ ولكنه يطالب باستعادة المعايير الأخلاقية التي قامت عليها الأممالمتحدة، وأن يقف مجلس الأمن موقفا شجاعا منسجما مع مبادئ ميثاق الأممالمتحدة التي تحرم العدوان الخارجي، وتحمي الشعوب من الإبادة الجماعية. وتابع: «لم يعد هناك مدنيون في مدينة الفاشر، فهم إما أُبيدوا عبر هجمات الصواريخ والمسيرات والأسلحة الكيماوية التي استخدمتها الميليشيا المتمردة مؤخرًا، أو قُتلوا أثناء خروجهم من المدينة طلبًا للأمان». ونفى الاتهامات الموجهة لحكومته بعرقلة العمل الإنساني، مؤكدا أن قرار إبعاد مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي ومديرة عملياته في السودان، جاء بعد «رصد دقيق للعديد من التجاوزات التي تمس سيادة البلاد وأمنها القومي وتقدح في حيادية المنظمة وفقا للمهام الموكلة إليها». وعبر عن دعم السودان لبرنامج الغذاء العالمي، مؤكدا أن قرار الإبعاد لا صلة له بعمل البرنامج واستمرار التعاون. وشدد على التزام السودان بالقانون الدولي الإنساني، وتسهيل إيصال المساعدات بما في ذلك مناطق النزاعات.