من داخل مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غرب السودان، أطلقت لجان المقاومة الداعمة للجيش نداءً عاجلًا قالت فيه: "لم نعد نحتمل المزيد"، في دعوة للتحرك الفوري لفك الحصار العسكري الذي يهدد حياة السكان ويقوّض استقرار المدينة منذ اندلاع الحرب السودانية في أبريل 2023. ويعيش السودانيون في الفاشر ضغوطًا شديدة وقاسية على يد ميليشيا "الدعم السريع"، نتيجة المجازر والإبادات الجماعية والجرائم الممنهجة التي ارتكبتها الميليشيات على أساس عرقي، إلى جانب عمليات اغتصاب استهدفت النساء والفتيات، وفقًا لبيانات صادرة عن الأممالمتحدة. لم تكتفِ قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بقتل سكان مدينة الفاشر، التي تعد أبرز نقاط المواجهة بينها وبين الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب على مدار العامين الماضيين، بل منعت أيضًا دخول الإمدادات الضرورية لإنقاذ حياة المدنيين. وقد أكدت تقارير برنامج الغذاء العالمي أن المواطنين يعيشون على علف الحيوانات وبقايا الطعام. وفي تصريحات سابقة لمفوضية العون الإنساني في السودان، أكدت سلوى آدم بنية فشل المنظمات ووكالات الأممالمتحدة في إيصال المساعدات إلى مدينة الفاشر بسبب حصار "الدعم السريع"، التي رفضت مرور قوافل الإغاثة رغم وجود عشرات الآلاف من النازحين المحاصرين. ومع استمرار تعنّت "الدعم السريع" في إدخال المساعدات، وصلت مستويات الأمن الغذائي داخل "الفاشر" إلى حد غير مسبوق، حيث أصبح هناك انعدام شبه كامل بنسبة تصل إلى 88%. وبذلك تجاوزت الأزمة مرحلة التحذير، وفقًا لمجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور، الذي أكد تسجيل حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية. وأمام هذا الوضع، أطلقت لجان المقاومة الداعمة للمشتركة والجيش في الفاشر نداءً عاجلًا لإنقاذ حياة السكان، مؤكدة أن الاعتماد على صمود الأهالي وحده دون تدخل فعلي يشكل خطرًا حقيقيًا على مستقبل المدينة وسكانها. ووصفت لجان المقاومة الوضع في الفاشر بأنها "مدينة تنهكها الهجمات المتكررة والحصار الخانق"، مؤكدة أنها تعرضت لأكثر من مئتي هجوم مسلح منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء، وضربات عنيفة للنسيج الاجتماعي والمعنوي، وجعل الحياة اليومية أقرب إلى كارثة إنسانية مستمرة. كما دعت اللجان القوى السياسية والعسكرية والمجتمعية إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه المدينة، وعدم الاكتفاء بالمساندة اللفظية أو الخطابات الرمزية، مشددة على أن منطق الواقع يفرض التحرك العاجل لفك الحصار عن الفاشر، سواء عبر فتح ممرات إنسانية أو من خلال تدخل عسكري مباشر. وتعرضت الفاشر خلال الأشهر الماضية لسلسلة من الهجمات المتكررة من قبل قوات الدعم السريع، فيما استمرت في الصمود بدعم من الجيش السوداني ومجموعات عسكرية مساندة له.