عندما يؤثر الخريف على حالتك النفسية.. كيف تواجه اكتئاب تغير الفصول؟‬

مع دخول الخريف وبداية تغير درجات الحرارة وقصر النهار، يشعر كثيرون بمشاعر حزن وكآبة غير مبررة، يصاحبها فقدان الطاقة والرغبة في الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، هذه الحالة ليست مجرد مزاج سيئ عابر، بل قد تكون ما يعرف ب الاضطراب العاطفي الموسمي SAD، وهو نوع من الاكتئاب المرتبط بتغير الفصول ويصيب نحو 5% من البالغين سنويا، بحسب الدراسات.
-ما هو الاضطراب العاطفي الموسمي؟
يعرف موقع مايو كلينك الطبي، الاضطراب العاطفي الموسمي بأنه شكل من أشكال الاكتئاب يحدث في نفس الوقت تقريبا كل عام وغالبا يبدأ في الخريف أو بداية الشتاء، مما يجعل المصاب به يشعر بالإرهاق وتقلب المزاج وفقدان الرغبة تجاه أغلب الأنشطة.
وفي حالات أقل شيوعا قد يظهر النمط العكسي من هذا الاضطراب في الربيع أو الصيف ويختفي في الخريف والشتاء.
-لماذا يحدث هذا الاضطراب؟
رغم أن السبب الدقيق غير معروف، إلا أن هناك عدة عوامل يعتقد أنها تلعب دورا هاما:
-الساعة البيولوجية: قلة التعرض لضوء الشمس قد تعطل إيقاع الجسم الطبيعي، ما يؤثر على المزاج.
-انخفاض السيروتونين: قلة الضوء قد تقلل مستويات السيروتونين وهو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالسعادة.
-اختلال الميلاتونين: تغير الفصول يؤثر على هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم والمزاج، مما يسبب اضطرابا في النظم اليومي.
-الأعراض الشائعة
1- شعور مستمر بالحزن أو الكآبة معظم اليوم.
2- فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة أو الانسحاب اجتماعيا.
3- النوم لفترات طويلة أو صعوبة الاستيقاظ.
4- انخفاض الطاقة والإحساس بالكسل.
5- رغبة شديدة في تناول الكربوهيدرات والإفراط في الطعام مما يسبب زيادة الوزن.
6- صعوبة التركيز والشعور بانعدام القيمة أو اليأس.
-كيف يؤثر على الحياة اليومية؟
الاكتئاب الموسمي يمكن أن يحد من الإنتاجية، ويؤثر على العلاقات الاجتماعية، ويزيد من مشاعر العزلة، وفي بعض الحالات، قد يصل الأمر إلى أفكار انتحارية مما يستدعي تدخلا متخصصا.
-طرق العلاج والتعامل مع الحالة
وينصح موقع "كليفلاند كلينك" بالحرص على اتباع روتين يومي متوازن للمساعدة في التخفيف من أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، فرغم أن هذا الاضطراب قد يتكرر كل عام فإن التعامل معه ممكن وفعال إذا جرى تشخيصه مبكرا والالتزام بخطة علاجية مناسبة. ومن أبرز الخطوات التي ينصح بها الخبراء:
-قضاء وقت في الهواء الطلق: احرص على الخروج خلال ساعات النهار حتى لو كان الجو غائما، فالتعرض للضوء الطبيعي يساعد على تحسين المزاج وتنظيم الساعة البيولوجية للجسم.
-ممارسة النشاط البدني بانتظام: حاول ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة على الأقل 3 مرات في الأسبوع، فالحركة تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحفز إفراز هرمونات السعادة وتقلل من مشاعر القلق والتوتر.
- اتباع نظام غذائي صحي: اختر وجبات متوازنة تحتوي على الخضروات والفواكه والبروتينات عالية الجودة، وقلل قدر الإمكان من الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات التي قد تسبب تقلبات في مستوى الطاقة والمزاج.
- الحفاظ على الروابط الاجتماعية: لا تنعزل عن محيطك لأن البقاء على نواصل مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يخفف من شعور الوحدة ويمنح دعما نفسيا مهما خلال الأشهر الصعبة.