بعد ظهر أحد أيام شهر يوليو عام 2006، صنع باترك هيل كيسا من الفشار لطفليه الصغيرين باستخدام الميكرويف، ثم جلس معهما لمشاهدة التليفزيون. وعندما نهض لتغيير القناة، سمع ضجة غريبة خلفه، فالتفت لينظر إلى ابنته أليسون البالغ عمرها 23 شهرا، كان وجهها يتحول إلى اللون الأزرق وغير قادرة على التنفس. وحيث إنه يخدم بالبحرية، فقد كان مدربا على إجراء إسعافات القلب والرئة، ولكنه لم يستطع طرد الفشار بضربات على ظهرها وطرقات قوية بالإصبع أسفل حلقها، فاتصل تليفونيا برقم 911، ولكن بعد فوات الأوان: فحينما وصلت أليسون إلى المستشفى، كان قلبها قد توقف عن الخفقان. وكشف تشريح الجثة أنها استنشقت قطعا من الفشار إلى الداخل على أحبالها الصوتية، وفى شعبها الهوائية ورئتها. وقالت أمها كريستى هيل من كيلر بولاية تكساس: «لم يكن أى منا يعلم أن الفشار غير آمن». والآن، ترغب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الجماعة الرائدة على المستوى القومى، فى تغيير ذلك. قائلة بوجوب خضوع الطعام إلى كثير من التدقيق مثله مثل الألعاب، وتدعو إدارة الأغذية والأدوية إلى فرض علامات محذرة على الأطعمة المعروف عنها أنها تعرض لخطر الاختناق، مع تقييم ومراقبة مستوى أمان الأطعمة. وفى الوقت نفسه، تحث الأكاديمية المنتجين على إعادة تصميم بعض الأطعمة الأكثر خطورة وخاصة الهوت دوج، الأكثر خطورة فيما يتعلق بالاختناق. . وبدأت جماعة أطباء الأطفال فى دراسة القضية منذ تسعة أعوام، عندما اختنق 17 طفلا فى انحاء مختلفة من العالم حتى الموت، وكان من بينهم عدد من الولاياتالمتحدة، بسبب حلوى جيلاتينية يجب مصها من فنجان بلاستيكى. وحظرت إدارة الغذاء والدواء بيعها فى آخر الأمر. لا توجد أرقام حديثة على المستوى القومى بشأن الأطعمة التى تسبب الاختناق. ففى عام 2001، تمت معالجة 17500 طفل فى سن الرابعة عشرة وأصغر من ذلك فى أقسام الطوارئ من الاختناق، و60% من الحوادث تسببت فيها أطعمة. وفى عام 2000 توفى 160 طفلا بسبب انسداد القنوات التنفسية. ويكون الأطفال الأصغر من 4 سنوات هم الأكثر تعرضا للخطر، ليس فقط بسبب أن قنواتهم الهوائية صغيرة (يضيق الجزء الخلفى من حلق الطفل الصغير إلى حد يصل إلى قطر القشة) ولكن أيضا بسبب طريقة تطور قدراتهم على تناول الطعام من خلاله. إذ تظهر الأسنان الأمامية عادة فى عمر ستة أو سبعة أشهر ولذلك بإمكان الرضع قضم قطعة من الطعام ولكن أول الضروس، التى تطحن الطعام، لا تظهر حتى يبلغ الطفل 15 شهرا، ويظهر الضرس الثانى عندما يبلغ الطفل نحو 26 شهرا. عندما يمضع الأطفال أطعمة مثل الفول السودانى والجزر الطازج والفشار، يتبقى بعضها دون أن يطحن. ويميل الأطفال عادة إلى بلع الأجزاء التى لم يتم مضغها من الطعام، التى يمكن أن تسد المجرى الهوائى أو أن تستنشق داخل القنوات الشعبية والرئتين. وتقول جماعة طب الأطفال إنه بينما يعد الحذر واجبا، فإن الوالدين لا يستطيعان دائما منع الاختناق وقال بروس سيلفر جلاد، المدير القانونى لمركز العلوم من أجل المصلحة العامة، وهى جماعة دفاع قامت بأنشطة للضغط عام 2003 من أجل مشروع قانون يفرض على إدارة الأغذية والأدوية وضع الضوابط الخاصة بعلامات التحذير على الأطعمة، دون أن تنجح فى ذلك: «لابد لإدارة الأغذية والأدوية من وضع معايير موحدة خاصة بالمعلومات المحذرة على الأطعمة التى يجب ألا يتناولها الأطفال فى عمر أصغر من الخامسة».
