الفستق الحلبي.. تسلية لا تخلو من فائدة

الأدلة العلمية تقترح طرح أن التناول اليومى لحوالى 45 جراما من معظم المكسرات مثل الفستق كجزء من منظومة وجبات غذائية منخفضة المحتوى من الدهون المشبعة والكولستيرول ربما يخفض من خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب والمخ، تلك العبارة الرصينة الموجزة التى صدرت عن وكالة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2003 كانت البوابة الملكية التى عبر منها الفستق ورفاقه من البذور والمكسرات إلى الجانب الآخر بعد أن عانوا كثيرا من اتهامات تنسب إليها: متعة الطعم وغياب الفائدة بل وكونها السبب فى زيادة الوزن وتصلب الشرايين لمحتواها العالى من الدهون.
⁃ الفستق الحلبى تلك الحبة الصغيرة خضراء اللون التى تحتمى بقشرتها الصلبة إنما تكتنز مجموعة من العناصر الغذائية تضيف لمذاقها الخاص قيمة غذائية عالية تحتوى على قدر من مركبات فيتامين ب (التيامين، البيرودوكسين) إلى جانب النحاس والمنجنيز والفسفور والماغنسيوم إلى جانب الألياف.
⁃ محتوى الفستق من السكر قليل لذا فهو أحد المصادر الغنية بالمواد الغذائية الهامة قليلة الطاقة. أى إنه ليس إضافة للوزن ولا سبب للسمنة.
⁃ يحتوى الفستق على مادة الليوتين (Lutein) المضادة للاكسدة والهامة للغاية لسلامة العين، إذ إن تناولها يقلل من احتمالات مخاطر إصابة البقعة الداكنة فى شبكية العين حال التقدم فى العمر. يعد العمى أخطر مضاعفات إنحلال خلايا تلك البقعة بعد سن الخامسة والستين.
⁃ يحتوى الفستق أيضا على نوع من الأحماض الأمينية (الوحدة الأساسية لتكوين البروتين) Arginine Amio Acid يسمى الأرجينين يدخل فى تركيب أوكسيد النيترات. من المعروف أن النيترات مادة فعالة فتوسيع الشرايين والحفاظ عليها مفتوحة ومنها تشتق المركبات الموسعة للشرايين ومنها تلك الحبة التى يوصى أطباء القلب بالاحتفاظ بها قريبة من المريض لوضعها تحت اللسان فى حالة الشعور بألم الذبحة الصدرية.
⁃ يتميز الفستق باحتوائه على قدر عال من مضادات الأكسدة قد لا يتوافر للكثير من المواد الغذائية الأخرى. يحتوى على مركبات الفينول والبيتاكاروتين والجاما توكو فيرول وكلها مواد مضادة للاكسدة عالية القيمة.
⁃ إذا تحدثنا عن الدهون فى الفستق فحديثنا عن دهون جيدة يحتاجها الجسم دهون غير مشبعة تقارب ما فى زيت الزيتون من دهون أحادية غير مشبعة أو العديدة غير المشبعة أيضا يغيب عنها تماما الكولستيرول (الذى هو من أصل حيوانى) يغيب عنها أيضا الدهون الضارة أو المتحولة!
⁃ يحتوى الفستق أيضا على مادة الفيتوستيرول (phytosterols) المساعدة على خفض نسبة الكولستيرول، إذ إنها تشبهه فى التركيب الكيميائى فتحل محله عند الامتصاص وتمنعه من الدخول لتيار الدم وتفسح له مكانا للخروج مع الفضلات من الأمعاء.
- ألياف الفستق النباتية المنشأ لها دور فى إبطاء عملية امتصاص السكر من الأمعاء وخفض معدلات امتصاص الكولستيرول ولا يوازى الفستق إلا اللوز فى محتوى الألياف من عائلة المكسرات المعروفة.
- هناك أنواع مختلفة من الفستق تتميز بمذاقات مختلفة عند إضافة الملح لها أو الليمون عند تحميصها وربما تدخينها أحيانا لذا يجب لمرضى الضغط المرتفع أو متاعب المعدة الانتباه عند الاختيار. أما الفستق الذى يحمص فقط أو يحضر لإضافته للحلوى هو المقصود بتسمية الفستق فى حديثنا.