على الرغم من أنها ثاني أكبر البطولات العالمية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وعلى الرغم من التاريخ الطويل لهذه البطولة في "تخريج" أشهر نجوم كرة القدم في العالم ، فإن كثيرا من المعلقين والمراقبين تباروا في الحديث عن عدم أهمية هذه البطولة من الناحية الفنية مقارنة ببطولة كأس العالم للكبار ، بل ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل ظهرت تلميحات – وأحيانا أحكام قاطعة شديدة التفاؤل - فور الانتهاء من مراسم قرعة البطولة في مدينة الأقصر تشير إلى أن مجموعة مصر "سهلة" رغم أنها تضم إيطاليا وباراجواي ، إضافة إلى ترينيداد وتوباجو ، بل إن البعض تحدث عن منتخب إيطاليا عن أنه "ليس مثل المنتخب الأول" ، وأنه ليس فريقا قويا! وربما كان الرد على هذه الأحكام غير الدقيقة في نفس اليوم الذي جرت فيه قرعة المونديال ، عندما سجل الإيطالي "العملاق" فريدريكو ماكيدا – 17 سنة - لاعب مانشستر يونايتد هدفا قاتلا قاد به فريقه المليء يالنجوم لتحقيق فوز ثمين على أستون فيلا بثلاثة أهداف لهدفين ، وماكيدا هذا هو أحد عناصر منتخب إيطاليا للشباب الذين سيشاركون في مونديال مصر! فهذا اللاعب من مواليد 22 أغسطس 1991 , وكان قد بدأ مشواره مع كرة القدم مع أندية غير شهيرة في إيطاليا إلى أن لعب للاتسيو الإيطالي , وظهر معه بمستوى جيد وهو المر الذي لفت نظر صائد المواهب الصغيرة السير الأسكتلندي أليكس فيرجسون المدير الفني لفريق مانشستر وجعله يستقدمه إلى أولد ترافورد مثلما جلب البرتغالي كريستيانو رونالدو والأنجولي مانوتشو. ويلعب ماكيدا حالياً مع فريق الشباب في مانشستر ، ولكن يتم تصعيده والاستعانة به على فترات في الفريق الأول ل"الشياطين الحمر" ، وهو أمر غير معتاد لدينا في الدوري المصري أن يتم الدفع بلاعب في مثل هذه السن في مباريات أساسية ، فهو قرار لا يجرؤ على فعله جميع مدربي أندية الدوري المصري دون استثناء ، بل إننا نكاد نسمع دائما الحديث يدور عن لاعب عمره 24 أو 25 سنة ويوصف بأنه "صاعد" أو "شاب"! والطريف أن ماكيدا كان قد حصل في صباه على وعد من أحد أصدقائه بالعمل كصبي "ديليفري" بأحد مطاعم البيتزا في إيطاليا في حالة فشله في الاستمرار في عالم كرة القدم! وماكيدا لن يكون اللاعب الوحيد الذي سيكون من بين نجوم مونديال الشباب المتوقع تألقهم ، فمع 32 عاماً مرت على انطلاق مونديال للشباب والذي تستضيف مصر البطولة السابعة عشرة منه في سبتمبر المقبل ، وعلى مدار 16 بطولة أقيمت منذ النسخة الأولى في تونس عام 1977 نهاية ببطولة كندا عام 2007 أفرزت هذه البطولة نخبة من المواهب التي صالت وجالت في ملاعب كرة القدم ، وفتحت الباب لكثير من اللاعبين الشباب للانطلاق نحو النجومية والعالمية ، بل إن بعض اللاعبين شاركوا في هذه البطولة وهم نجوم بالفعل! فقد فتحت بطولة عام 1991 التي أقيمت في البرتغال باب النجومية للبرتغالي القدير لويس فيجو لاعب ريال مدريد الإسباني سابقأ. ومن النجوم الذين تألقوا ولمعوا خلال بطولة 1991 كان البرتغالي الآخر روي كوستا لاعب إيه.سي. ميلان الإيطالي سابقاً وبنفيكا البرتغالي حالياً. أما بطولة عام 1993 التي احتضنتها أستراليا ، فتخرج منها الياباني هيديتوشي ناكاتا والإسباني فيرناندو موريينتس الذي لعب لأندية ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي ويلعب الآن لفالنسيا الإسباني. وأنتجت بطولة عام 1997 في ماليزيا جيلاً ذهبيا ضم كلا من الأرجنتيني خوان ريكيلمي ومواطنه كامبياسو والثلاثي الفرنسي الشهير تيرى آنري لاعب برشلونة الإسباني وديفيد تريزيجيه ونيقولا أنيلكا لاعب تشيلسي , بالإضافة إلى الإنجليزي المخضرم مايكل أوين. وبطولة عام 1999 التي أقيمت في نيجيريا سطع من خلال مبارياتها كل من رونالدينيو البرازيلي ولاعب باراجواي روكي سانتا كروز والإسباني شابي إيرنانديز , ولاعب منتخب أوروجواي الشهير دييجو فورلان , والمالي سيدو كيتا. ولا ينسى أحد خافيير سافيولا نجم الأرجنتين الذي ولد نجمه في بطولة 2001 التي أقيمت في الأرجنتين وفاز فيها منتخب مصر بالمركز الثالث والميدالية البرونزية بقيادة شوقي غريب ، هي البطولة التي انطلق من خلالها أيضاً البرازيلي كاكا. وبطولة عام 2003 التي كانت في ضيافة الإمارات ، وكتبت شهادة ميلاد عدد من النجوم المصريين مثل عماد متعب وشريف إكرامي وأمير عزمي ورضا متولي وحسني عبد ربه وأحمد فتحي وأندريس أنيستا ودانييل ألفيش وخافيير ماسكيرانو والإماراتي إسماعيل مطر. والمثير في الأمر أن اللاعبين ليسوا فقط هم أبرز ما في البطولة ، فهناك مدربون أيضا تصنعهم هذه البطولة ، ولهذا ، لم يكن من قبيل المفاجأة أن نعرف – عبر تقرير في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" على الإنترنت – أن هناك بعض الأسماء من النجوم السابقين ممن تولوا مسئولية تدريب منتخبات الشباب. ومن بين هؤلاء المهاجم الألماني العملاق الأسبق هورست روبش المدير الفني لمنتخب ألمانيا الذي نقل عنه الموقع رأيه في مجموعته التي تضم كلا من الكاميرون وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ، حيث وصفها بأنها : "مجموعة صعبة ، لأن منتخب الكاميرون يتمتع بقدرات فنية عالية ، ويضم المنتخب الأمريكي أيضا في صفوفه لاعبين مميزين ، في حين أن الفريق الكوري لن يكون خصماً سهلاً أبداً ، وهدفنا سيكون تخطي الدور الأول والتأهل إلى دور الثمانية". وفي التقرير نفسه ، نقل الفيفا عن التشيكي ميروسلاف سكوب المدير الفني لمنتخب مصر قوله : "كل مجموعة من المجموعات الست قوية جداً , فكل المنتخبات المشاركة قوية ، وإلا ما كانت تأهلت إلى البطولة ، وقد حرصت على متابعة معظم الفرق خلال التصفيات ، وجميعها قدم أداءً قوياً ورائعاً ، ومن الآن سوف نبدأ الإعداد للبطولة وسنعكف على دراسة المنتخبات التي سنلتقي معها في الدور الأول". وأضاف سكوب : "كل المصريين يتوقعون نجاح هذه البطولة , وأن يقدم المنتخب المصري كرة جميلة ومستوى جيدا ، لهذا فسوف نستعد جدياً لهذا التحدي". أما الصربي زروان فرانيز المدير الفني لفريق ترينداد وتوباجو الذي سيتنافس مع منتخب مصر في المجموعة الأولى فقال : "أوقعتنا القرعة في مجموعة عنيفة للغاية مع مصر وإيطاليا وباراجواي". وأشاد المدرب الصربي لترينيداد أيضا بحفل القرعة وباختيار اللجنة المنظمة لمعبد الأقصر مسرحاً لهذا الحدث. أما بريان إياستيك المدير الفني لمنتخب إنجلترا الذي سيلعب في المجموعة الرابعة إلى جوار غانا وأوزباكستان وأوروجواي فقال : "في البداية أقدم كل احترامي وتقديري للجنة المنظمة للبطولة على حفل القرعة الساحر الذي كان ممتعاً ومشوقاً لكل من حضر , فقد بذل المصريون القائمون على هذا الحدث مجهوداً يستحقون عليه الشكر والتقدير من الجميع". أما بخصوص القرعة فقال إياستيك : "مجموعتنا صعبة للغاية , الفريق الذي قد يكون خصماً هينا هو منتخب غانا , أما منتخبا أوروجواي وأوزباكستان فسيكونان المنافسين الأصعب بالنسبة لنا".