يبدو أن الأمور تتجه إلى إلغاء بطولة كأس مصر هذا الموسم ، وذلك بعد موافقة اتحاد الكرة المصري على خوض اللقاء الودي لمنتخب مصر أمام نظيره الإسباني في الثالث من شهر يونيو القادم مع تأجيل مباريات بطولة كأس مصر وتداخلها مع مباريات كأس العالم. الغاء بطولة كأس مصر قد يأتي بسبب اعتراض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على إقامة مباريات هذه البطولة أثناء فترة إقامة مباريات كأس العالم ، وهو الأمر الذي يرفضه الفيفا وقام بالتنبيه عليه منذ فترة طويلة ، وكان التنبيه على جميع اتحادات كرة القدم في العالم أجمع وليس للدول المشاركة في كأس العالم فقط ، حتى أن بطولات الدوري في بلاد الثلوج والتي تقام في الربيع والصيف سوف تتوقف بالكامل أثناء بطولة كاس العالم مثل بطولات الدوري في روسيا والدنمارك والنرويج وفنلندا وجميعها غير مشتركة في كأس العالم. ثم إن وجود لاعب يلعب في مصر ومن المقرر أن يشارك مع منتخب بلاده في كأس العالم وهو الأنجولي فلافيو أمادو سوف يثير مشكلة كبيرة ، ورغم أن وجوده في الفريق "زي قلته" ، فإنه من حق الأهلي أن يعترض على عدم مشاركته في بطولة كأس مصر ، لأنه دفع فيه مبالغ كبيرة ، ومن حقه أن يشارك في البطولة بحسب مبدأ تكافؤ الفرص ، ولو وصلت المشكلة الى الفيفا من الممكن أن توقع عقوبات كثيرة على الاتحاد المصري لكرة القدم ، خاصة اذا علمنا ان فلافيو سيغيب عن مباريات كأس مصر بالكامل ، بل وربما يغيب أيضا عن المراحل الأخيرة في الدوري بسبب انضمامه لمنتخب بلاده في المعسكر الاعدادي قبل بطولة كأس العالم. إلغاء كأس مصر يبدو أنه قادم لا محالة أيضا بسبب اعتراض مسئولي الأهلي غير المبرر على مواعيد انطلاق الموسم الكروي في مصر في الموسم المقبل والذي تحدد له بداية شهر أغسطس ، بدعوى أن لاعبي الفريق لن يحصلوا على فترة راحة سلبية طويلة مما قد يصيبهم بالاجهاد ، وبلا شك فإن إلغاء بطولة كأس مصر هي أفضل حل لهذه المشكلة حتى يرضخ مسئولي اتحاد الكرة لرغبات وأوامر مسئولي الأهلي كما هو معتاد دائما. وأنا شخصيا أتعجب من تصريحات مسئولي اتحاد الكرة بأن إقامة بطولة كأس مصر أثناء مباريات كأس العالم لن يسبب مشكلة مع الفيفا ، خاصة وأن الأمور واضحة وصريحة ، وهناك أمر من اثنان لا ثالث لهما ، فإما أن مسئولي الاتحاد لا يعرفون القواعد جيدا ، وهذه تعد كارثة مثلما حدث من قبل في تصريحاتهم عن الاشتراك في بطولة كأس القارات 2007 "الوهمية" ، أما السبب الثاني ، وهو الأقرب في رأيي ، ان مسئولي الاتحاد يتبعون سياسة "التسويف" والضحك على الرأي العام ، بأن يقوموا بتأجيل البطولة ويؤكدوا إقامتها ، ثم بعد ذلك يقولون : "للأسف الفيفا لم يوافق على إقامتها ونحن مضطرين لإلغائها "غصب عننا".
"ثم إن وجود لاعب يلعب في مصر ومن المقرر أن يشارك مع منتخب بلاده في كأس العالم وهو الأنجولي فلافيو أمادو سوف يثير مشكلة كبيرة". ولعلي أحذر من الان ، وقبل وقوع الكارثة بفترة ، لأنه يجب أن نسعى بكل الطرق لاقامة تلك البطولة وعدم الغائها ، فبطولة كأس مصر في المواسم الأخيرة باتت تشهد اثارة ومتعة وندية لا نجدها في بطولة الدوري التي صارت تحسم قبل نهايتها بأسابيع عديدة ، كما أن معظم الفرق تسعى للمشاركة في كأس مصر ، إما للسعي للحصول على البطولة ، أو لتقديم مستويات جيدة فيها تعوض اخفاقاتها في الدوري. فالزمالك مثلا يسعى للحصول على البطولة بعدما عادت الثقة الى الفريق بالجهاز الفني الجديد ويسعى لانهاء مشواره ببطولة مهمة تسعد جماهيره ، كما ان الاسماعيلي أيضا يسعى للمنافسة عليها بعدما كون بوكير فريقا رائعا للدراويش ، ونفس الحال ينطبق على المصري الذي دفع ملايين الجنيهات لشراء نجوم ويسعى لحصد ثمار هذه المبالغ ، كما ان المنافسة على البطولة حلم مشروع أيضا لفرق انبي وحرس الحدود ، بل والجيش والاتحاد السكندري أيضا. وأعتقد أنه ظلم بالغ أن نلغي البطولة ونقتل طموح مسئولي جميع هذه الأندية وأجهزتهم الفنية ولاعبيهم ، ومما لا شك فيه أن المستفيد الأكبر من إلغاء تلك البطولة سيكون فريق الأهلي الذي سيضمن الخروج من الموسم بطلا منفردا بصفته بطل الدوري ، ويضمن عدم حدوث اي اخفاق له في بطولة الكأس يعكر صفو أفراحه ، كما انه سيستفيد من فترة طويلة لاراحة لاعبيه المجهدين. أخيرا وحتى لا يقول البعض أنني أثير المشكلة دون أن أطرح لها الحلول ، فأنا أضع حلين امام مسئولي اتحاد الكرة : الأول هو إلغاء مباراة أسبانيا لأنها لا تزيد عن مباراة ودية "أعلى من مستوانا" نخوضها بداعي الشهرة والمنظرة فقط ، وسنذهب لنخسر فيها ثم نعود دون أي استفادة فنية مثلما حدث مع فرنسا والبرتغال ، كما انها قد تفتح علينا بابا من المشاكل والخلافات التي نحن في غنى عنها في حالة تعرضنا لهزيمة ثقيلة لا قدر الله. أما الحل الآخر فهو اقامة مباريات كاس مصر بالكامل بدون اللاعبين الدوليين ، حتى نشاهد جيلا جديدا من اللاعبين الصاعدين المميزين ، وحتى نشاه