أشادت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا، بإطلاق الحوار المجتمعي الوطني لتغير المناخ، بوصفه تجسيدا ل "استجابة مصرية متقدمة لأزمة المناخ، تقودها أصوات وتجارب شعبها". جاء ذلك خلال إطلاق الحكومة المصرية، مُمثلة في وزارة البيئة، لمبادرة الحوار المجتمعي الوطني لتغير المناخ، تزامنا مع إحياء الأممالمتحدة لفعاليات اليوم العالمي للبيئة، بحضور وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد ومُمثلين للحكومة المصرية وشركاء التنمية والأممالمتحدة في مصر والمجتمع المدني. وفي كلمتها للاحتفالية، قالت بانوفا، إن الحوار المجتمعي لتغير المناخ هو مبادرة تمثل إعلاناً واضحاً بأن "المتأثرين بتغير المناخ يجب أن يكونوا في صميم صياغة الاستجابة المناخية،" وهو ما سبق وأكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بقوله:نحن لا نواجه الخطر فحسب، بل نحن الخطر. ولكننا الحل أيضا". - التزام مصر بقضية تغير المناخ وقالت بانوفا إنه "من التقدم على صعيد تحقيق رؤية مصر 2030، عبر الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، إلى استضافة مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ، تُظهر مصر رؤية واضحة والتزامًا قويًا بوضع قضية تغير المناخ في صميم تطلعاتها الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة". - التأثير المتنامي لمصر في الحوكمة البيئية العالمية
ووجهت المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر التهنئة للدكتورة ياسمين فؤاد على تعيينها أمينًا تنفيذيًا لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، وهو ما اعتبرته اعترافا مستحقا بقيادتها المستندة إلى رؤية استشرافية وبالتأثير المتنامي لمصر في الحوكمة البيئية العالمية. وأشادت المسئولة الأممية بدور وزيرة البيئة في "تعزيز أجندتنا المشتركة حول الاستدامة البيئية وبناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ". ونوهت بانوفا بالتزام وزيرة البيئة بضمان بقاء العمل المناخي أولوية وطنية، بل ركيزة متكاملة في بنية الحوكمة المصرية، وخاصة من خلال قيادتها للجنة تغير المناخ تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء. كما أكدت أن رؤية فؤاد لنهج يشمل الحكومة والمجتمع بأسره، تجلت في تطوير إطار الأممالمتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة، ودعمها لإدماج العمل المناخي ليس فقط ضمن محور "الكوكب"، بل في جميع محاور الإطار بأكمله. وقد أثمر هذا، بحسب بانوفا، فيما نشهده اليوم من استجابة شاملة من منظومة الأممالمتحدة بأكملها، حيث لم تعد الحوارات المجتمعية تقتصر على الجهات البيئية التقليدية، بل تشمل مساهمات وكالات الأممالمتحدة كافة، بما في ذلك منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، واليونسكو، ويونيسف، وبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، وهيئة الأممالمتحدة للمرأة، وبرنامج الأغذية العالمي. - دور الأممالمتحدة وأوضحت بانوفا أن منظومة الأممالمتحدة في مصر ستعمل مع الشركاء الوطنيين في إطار ثمانية محاور ذات أولوية تشمل ارتفاع منسوب سطح البحر، وإدارة المياه، وبناء قدرة المجتمعات الريفية، والأمن الغذائي، والتنمية الحضرية، والتنوع البيولوجي. كما سيركز النقاش خلال الحوارات المجتمعية على دور المرأة في العمل المناخي، وكيفية إدماج تغير المناخ في التعليم. ومن المقرر أن تمتد هذه الحوارات لتصل إلى 18 محافظة لضمان إيصال الأولويات المحلية، ولجعل العمل المناخي في مصر يعكس احتياجات من يتأثرون به بشكل مباشر. وأكدت بانوفا على وقوف الأممالمتحدة بجانب مصر لا كقائد، ولا كموجه، بل كشريك وداعم ومُضخِّم للجهود الجارية، مشيرة إلى أنه من خلال المبادرة الجديدة للحوار، "سنستمع إلى كل أنحاء مصر، حيث من المنتظر أن تقدم المجتمعات حلولا مهمة، تُسهم في البناء على إرث شرم الشيخ، حيث ذكّرت مصر العالم أن العدالة المناخية تبدأ بالاستماع.