طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا بغزة، بعدم تعريض حياة الرهائن الأحياء في القطاع إلى الخطر من خلال تحويل عملية "عربات جدعون" العسكرية إلى "هانيبال" التي تجيز استخدام الأسلحة الثقيلة وإن شكلت خطرا على الأسرى. جاء ذلك في بيان تلته عائلات الأسرى القتلى، مساء الاثنين، من أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية "الكرياه" في تل أبيب، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. وطالب البيان رئيس الأركان إيال زامير بالوقوف في وجه القيادة السياسية وجعل إعادة الأسرى من غزة "هدفا رئيسيا". وأضاف: "نحن تذكير حيّ بأن الضغط العسكري يقتل المختطفين ويتسبب في اختفاء القتلى (منهم)". وقالت العائلات: "لا تضعوا جنود الجيش في موقف يعرّض مصير المختطفين للخطر، ولا تحولوا عملية عربات جدعون لعملية هانيبال". و"هانيبال" بروتكول سري إسرائيلي يجيز استخدام الأسلحة الثقيلة عند أسر إسرائيلي لمنع الآسرين من مغادرة موقع الحدث حتى لو شكل ذلك خطرا على الأسير. والأربعاء الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي في مكتبه بالقدس الغربية: "يتبقى بالتأكيد 20 مختطفا (أسيرا إسرائيليا) على قيد الحياة (في غزة)، وما يصل إلى 38 آخرين يُعتقد أنهم قُتلوا". ومنذ بداية الحرب، أعلنت حماس في بيانات منفصلة، مقتل العديد من الأسرى الإسرائيليين في غارات نفذها جيش بلادهم في أنحاء متفرقة بقطاع غزة. وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة. وفي 16 مايو الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة "عربات جدعون"، والتي تشمل عمليات برية موسعة شمال وجنوب القطاع. والخميس، وجه نتنياهو بإعادة فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، وذلك بعد رفضه مطالب حماس بالحصول على ضمانات أمريكية لإنهاء الحرب. وتضاربت الأنباء، الاثنين، حول موافقة كل من حماس وإسرائيل على مقترح المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة. ففي الوقت الذي قال فيه مصدر فلسطيني مقرب من "حماس"، إن الحركة وافقت على مقترح ويتكوف، ادعى موقع "والا" العبري أن ويتكوف نفى موافقة حماس على مقترحه وقال إن "تل أبيب قبلت به"، فيما لم يصدر تعقيب رسمي من الأطراف الثلاثة بشأن ذلك. وقال مصدر فلسطيني مقرب من حماس للأناضول، إن الحركة وافقت على "مقترح قدمه ويتكوف قبل أيام يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة على دفعتين مقابل هدنة تتراوح بين 60 يوما وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة إلى المنطقة العازلة الممتدة على حدود القطاع". كما يتضمن المقترح، وفق المصدر، إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية بينهم "مؤبدات وأحكام في المقابل، ادعى موقع "والا" العبري أن ويتكوف "نفى" موافقة حماس على مقترحه الذي يتضمن إطلاق سراح نصف المختطفين الأحياء ونصف جثامين القتلى. كما قال ويتكوف، وفق ادعاء الموقع، إن إسرائيل وافقت على المقترح، مستدركا: "ما سمعته حتى الآن من حماس كان مخيبًا للآمال وغير مقبول تمامًا". وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة. وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.