أنهت العاصمة العراقيةبغداد جميع تحضيراتها لاستضافة القمة العربية المقررة غداً السبت، بمشاركة قادة وممثلي 22 دولة عربية، يرأس الجلسات الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، تحت شعار "بغداد السلام تحتضن قضايا العرب". يأتي ذلك في إطار جهود العراق لتعزيز دوره الدبلوماسي في المنطقة، في ظل ما تشهده من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية، وذلك فقاً لما جاء في "بي بي سي". ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، إلى مطار بغداد الدولي على رأس الوفد الفلسطيني المشارك في القمة، وكان في استقباله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين. ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، خلال لقائه مع القناة الإخبارية العراقية، قوله، إن "القمة ستتناول القضية الفلسطينية بشكل واسع، وستصدر عنها قرارات حاسمة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، والتعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وتتصدر القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والأزمات في الشأن العربي أبرز الملفات التي سيناقشها الرؤساء والملوك والأمراء العرب، فضلاً عن مبادرات عراقية تشمل تأسيس مراكز عربية في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة الوطنية، وغرفة للتنسيق الأمني، وصندوقاً للتعاون لإعادة الإعمار وآثار الأزمات. وقال الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد خلال لقاء الوفد الإعلامي الرسمي لجامعة الدول العربية: "إن احتضان بغداد مؤتمر القمة يأتي انطلاقاً من دورها المحوري وسعيها الدائم لترسيخ العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأشقاء وبما يحفظ مصالح شعوبنا، ويلبي تطلعاتها في التنمية والازدهار والسلام". وأضاف أن قمة بغداد ستناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة والخروج بقرارات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار. فيما أعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن أمله أن تخرج قمة بغداد "برسالة موحدة تطالب بوقف فوري لحرب الإبادة ووضع حد لمخططات متطرفي اليمين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي أثبتت أنها لا تعرف نهاية ولا هدفاً سوى استمرار العنف والتوتر، ليس فقط في فلسطين بل في سورية ولبنان". وقال: "رسالتنا يجب أن تكون واحدة، ورؤيتنا لقضايانا المشتركة لا بد أن تكون موحدة، ويجب أن ننطلق دوماً من تعزيز الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، وأن الأزمات في السودان واليمن والصومال وليبيا تمس الأمن الجماعي العربي وتهدد استقرار المنطقة". -أبرز الملفات على طاولة القمة: القضية الفلسطينية: ستكون محورًا رئيسيًا، خاصةً بعد القمة الطارئة في القاهرة التي أكدت دعم حل الدولتين ورفض التهجير القسري للفلسطينيين. -الأزمات الإقليمية: مناقشة الأوضاع في سوريا، ليبيا، اليمن، السودان ولبنان، مع التركيز على تعزيز الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب. -مشاركة دولية: في خطوة لافتة، دُعي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لحضور القمة، لتكون إسبانيا الدولة الأوروبية الوحيدة المشاركة، مما يعكس اهتمامًا دوليًا بالقضايا العربية. استعدادت بغداد لاستضافة القمة وأعلن العراق عن استضافة القمة خلال القمة السابقة في المنامة، البحرين، عام 2024، ومنذ ذلك الحين، تعمل الحكومة العراقية على تهيئة الظروف الملائمة لضمان نجاحها، بما يعكس صورة إيجابية عن البلاد ويعزز مسيرة العمل العربي المشترك. فيما قال باسم العوادي المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية في تصريح صحافي، إن "هناك تمثيلاً لكل الدول العربية في قمة بغداد، فضلا عن حضور الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والتعاون الإسلامي، فضلاً عن حضور رئيس الحكومة الإسبانية". وذكر أن الحكومة العراقية منحت تراخيص لحضور أكثر من 300 صحافي عراقي و250 صحافياً وإعلامياً من خارج البلاد و20 منظمة واتحاداً تابعين لجامعة الدول العربية، فضلا عن إقامة فعاليات احتفالية واسعة. وأكد أن "بغداد جاهزة بجميع مؤسساتها لاستقبال الوفود العربية في قمة بغداد". وتأمل الحكومة العراقية أن تحقق القمة العربية نتائج لمعالجة الأوضاع في غزة والعمل على إعادة إعمارها، وإنهاء النزاع في اليمن والسودان والصومال وليبيا ودعم الاستقرار في سوريا، ودعم المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، والدفع بالعلاقات الاقتصادية ودعم مشاريع الاستثمار المشترك ومواجهة التحديات الدولية.