مؤسس بيت المعمار المصري عن تطوير وسط البلد: يجب أن يكون المصمم مصري لمعرفته تاريخ المنطقة

أستاذ اقتصاد عمراني ل"الشروق": الدولة لديها نخبة متميزة وأساتذة ومهندسين وخبراء في التخطيط العمراني وهم أولى بالتطوير
تباينت آراء الخبراء والمهتمين بالآثار، حول فكرة تطوير منظقة وسط البلد التي أثارها رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مؤخرا، ففي الوقت الذي أكد فيه مسئولون معنيون بالتراث تشجيعهم الاستثمار في القاهرة الخديوية شرط الالتزام بمعايير وضوابط العمل في مناطق التراث والتاريخ، رفض خبراء آخرون فكرة الاستثمار الأجنبي لأن أصحابه قد يجهلون معالم وتاريخ المناطق التراثية والتاريخية، والبعض الآخر يريد تحقيق مكاسب مادية ولا يهتم بفكرة التراث.
وقال الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ الإقتصاد العمراني، إنه ضد فكرة تطوير منطقة وسط البلد على يد مستثمر أجنبي يجهل معالمها وطرازها المعماري، قائلا: "الكلام دا مينفعش، مصر ميبنهاش غير ولادها وبتمويل مصري خالص لأن المستثمر حين يأتي يكون هدفه تحقيق أرباح لا غير دون النظر إلى المعالم والطراز المعماري الفريد للمنطقة التاريخية والتراثية، ولدينا رجال أعمال مصريين ناجحين بينفذوا مشروعات بكل دول العالم يمكنهم بسهولة العمل في بلدهم دون تدخل أجنبي".
وأضاف فرج في تصريحات ل"الشروق"، أن الدولة المصرية لديها نخبة متميزة وأساتذة ومهندسين وخبراء في التخطيط العمراني بشكل عام هما أولى بالتطوير، وإذ عرضت الحكومة فكرة التطوير فلابد أن تكون بأيادي مصرية ومال مصري خالص يحافظ على رونق وجمال العقارات التراثية بمنطقة القاهرة الخديوية.
وتابع: "المستثمر مسموح له العمل في المناطق البكر والجديدة للبناء والتعميير كالساحل الشمالي وغيرها لكن العمل في المناطق ذات الطابع المعماري المتميز وذات التاريخ والتراث غير مسموح، لأن المستثمر يجهل تاريخ وتراث المناطق وحضارتها والحقبة الزمنية التي نشأت فيها" .
من جانبه، قال الدكتور عصام صفي الدين، أستاذ العمارة ومؤسس بيت المعمار المصري، إنه إذ كان هناك فكرة أو مقترح بالفعل في تطوير منطقة وسط البلد، نحن نرحب بالمستثمرين بالتمويل فقط، لكن لا نسمح لهم بالتخطيط أو الرسم أو تصميمات الأعمال التراثية والتاريخية.
وأضاف صفي الدين ل" الشروق"، أنه لابد أن يكون المخطط أو المصمم مصري لمعرفته بتاريخ ومعالم المناطق التراثية والتاريخية، منوها بأن المستثمر الأجنبي من الممكن أن يستثمر في قرى ومنتجعات سياحية ولكن لا يمكن الاستثمار في التاريخ والتراث.
وكان رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، قال في تصريحات إعلامية له، إنه لديه رؤية وفكرة في تطوير منطقة وسط البلد وتحويلها إلى مزار سياحي أو منطقة "داون تاون" على خلفية مدن العلم المتقدم كدبي وباريس.
وكان رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، قد أعلن أنه كلف مكتبا استشاريا لوضع رؤية متكاملة لتطوير منطقة وسط البلد، مع طرح المنشآت الحكومية السابقة للاستثمار بعد انتقالها إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار مدبولي إلى اهتمام كيانات استثمارية محلية ودولية بالمشاركة في تنمية المنطقة، مع التأكيد على أهمية التنسيق مع صندوق مصر السيادي، المالك الحالي للعقارات والأصول في وسط القاهرة.