أقر الرئيس الأمريكى باراك أوباما بارتكابه بعض الأخطاء فى تعامله مع ملف عملية السلام فى الشرق الأوسط منذ وصوله إلى البيت الأبيض فى العشرين من يناير 2009، وفقا لما نقله موقع إذاعة «صوت إسرائيل» على الإنترنت أمس. فخلال لقائه 37 من الأعضاء اليهود فى مجلس النواب الأمريكى أمس الأول قال أوباما: إن تعاملى مع ملف الشرق الأوسط يمكن مقارنته بالسير داخل حقل ألغام، وقد ارتكبت بعض الأخطاء، وارتطمت ببعض الألغام؛ ما أفقدنى بعض أصابعى. وشدد على أن علاقات جيدة تربط بلاده بإسرائيل، ملمحا إلى أن طريقة نقل الرسائل بين واشنطن وتل أبيب تخللتها بعض المشاكل. وأوضح أنه طلب من الكونجرس تخصيص ميزانية فى إطار الميزانية الأمريكية العامة لتمويل إقامة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، والمعروفة بالقبة الحديدية. هذا اللقاء جاء ضمن جهود الرئيس الأمريكى لطمأنة زعماء المنظمات اليهودية الأمريكية بالنسبة لسياسته إزاء إسرائيل، فى ظل أزمات متوالية بين الحليفين منذ وصوله إلى الرئاسة، للضغوط الأمريكية المتواصلة على تل أبيب لوقف الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها مدينة القدسالشرقية. وغداة ذلك اللقاء ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن أوباما قد يزور إسرائيل فى النصف الثانى من العام الحالى من أجل «العمل شخصيا على دفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية». وتتوسط الولاياتالمتحدة حاليا فى المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية عبر جولات مكوكية فى المنطقة يقوم بها المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل. وقد التقى ميتشل أمس رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بعد يوم من لقائه الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى رام الله بالضفة. وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية فإن المفاوضات غير المباشرة تتناول عددا من القضايا الجوهرية، إلا أن التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات لن يتم إلا بالمفاوضات المباشرة. وقد كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس عن أن وثيقة سرية أعدها مكتب البحوث السياسية فى وزارة الخارجية تتوقع أن تقوم السلطة الفلسطينية، وبالرغم من بدء المفاوضات غير المباشرة، بحملة دبلوماسية دولية مناهضة لإسرائيل. وأضافت الصحيفة أن التقرير، الذى تسلم سبعة من كبار الوزراء نسخا عنه، يفيد بأن الفلسطينيين سيستغلون المفاوضات الجارية لزيادة الضغط الأمريكى على إسرائيل لتمديد فترة تجميد الاستيطان. وتنتهى فى سبتمبر المقبل فترة تجميد مؤقت للاستيطان كان قد أعلنها نتنياهو فى نوفمبر الماضى. التقرير يفيد أيضا بأن السبب الأساسى فى قبول الفلسطينيين المفاوضات غير المباشرة هو اختبار جدية الجانب الإسرائيلى فى التوصل إلى اتفاق سلام، على أن يتم التحول إلى مفاوضات مباشرة فى حال بناء جسور الثقة المفقودة. وشدد على أن مواقف الفلسطينيين من قضايا الوضع النهائى، مثل الحدود، والقدس، والأمن، واللاجئين، والمياه، والمستوطنات، لم تتغير منذ بدء المحادثات السابقة فى عهدى إيهود باراك وإيهود أولمرت، مضيفا أن الجانب الوحيد الذى يظهر الفلسطينيون فيه مرونة هو الفترة الزمنية للمفاوضات غير المباشرة، حيث سيوافقون على تمديدها لأكثر من أربعة أشهر.