عباس بيضون: مؤمن بأن الشعر لم يأت بعد.. والشاعر لا يكتب الشعر بإرادته

قال الشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون إن الشعر نلتقطه في الغالب ولا يأتي بقصدية معينة مضيفا أن الشعر يشبه الشيء الذي يسقط للشعراء من السماء.
جاء ذلك خلال فعاليات الأمسية الشعرية للشاعر اللبناني عباس بيضون، بقاعة ديوان الشعر ببلازا 1، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأدار الأمسية الشاعر هشام محمود.
وتابع عباس بيضون أنه مؤمن بمقولة أن الشعر لم يأتي بعد، وواصل بأن الشاعر لا يكتب الشعر بإرادته، فثمة وراء الشاعر العنصر الأسطوري والذي يميز الشعر، مضيفا بأت ذلك العنصر هو عنصر اللغة.
وأضاف بيضون أن الشعر تتحدث فيه اللغة فهي وكأنها تتكلم، وأكد أن الشعر يتجاوز صاحبه فالشعر هو كلام اللغة، واللغة تنطق على لسان الشاعر والشاعر أقل من لغتهل.
وتابع أننا لو تحدثنا عن القصيدة في الشعر سنكون نتجاوز الشعر بذاته، وأضاف أن الشعر ليس بموضعه وليس بفكرته وليس بمعناه، فتلك الأمور ليست ما تحدد الشعر وجوهره، وأكد على أن الشعر هو تجاوز الفكر، متابعا أن الشعر فلسفته تنبع من داخله، وأن الفكرة في الشعر معلقة.
وأوضح أن النص لا يتجاوز الشاعر فقط، ولكن ينتظره ومن الممكن أن يكون هنالك نصا كونيا يخص العالم كله، يكون مرجعية لجميع الشعراء، وأكد أن الشعر ليس صناعة صور، ولكنه صناعة لغة.
وأثنى الشاعر هشام محمود على إبداع الشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون، مشيدا بمجموعة قصائده الفصيحة، وقال أنه يرى أن اللعبة الشعرية كانت مستمرة على مستوى استكشاف قدرات اللغة على التعبير، والتفات المعنى، وإشكالات التأويل، فضلا عن وسائل اللغة السحرية، وأكد أن عباس بيضون أمضى حياته متنقلا بين بيروت، باريس، وبرلين، وهو ما انعكس بوضوح على إنتاجه الإبداعي، حيث تأثرت أعماله بتلك الثقافات المختلفة.
وأشار إلى أن الشاعر صدر له عدد من الروايات، منها "مرايا فرانكنشتاين"، التي حازت جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب بدورتها الحادية عشرة، بالإضافة إلى روايته الأخيرة "الشيخ الأحمر" الصادرة حديثا عن دار الشروق، كما أن له نحو تسعة دواوين شعرية، منها "بطاقة لشخصين"، و"الموت يأخذ مقاساتنا"، الذي حاز جائزة المتوسط في فئة الشعر، فيما ترجمت قصائده إلى اللغات الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، والألمانية.
وخلال الأمسية الشعرية، ألقى الشاعر والروائي عباس بيضون على الحضور؛ عددا من قصائده، من بينها: "والموت يأخذ مقاساتنا"، "سور"، و"على سطح نفسي"، وغيرها.
يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 يقام هذا العام تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة"، يجمع بين دور نشر محلية ودولية تقدم مجموعة متنوعة من الكتب في شتى المجالات، بما في ذلك الأدب، التاريخ، التنمية الذاتية، والعلوم، كما يتميز بتنظيم أنشطة ثقافية وورش عمل تناسب كافة الأعمار، مما جذب العائلات والطلاب على حد سواء.
وتستمر فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 56 حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتشهد الدورة ال56 فعاليات ثقافية وفنية يشارك فيها نخبة من الكتاب والمثقفين المصريين والعرب والأجانب، وكان وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو قد افتتح في وقت سابق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 56 رسميا، وسط حضور رسميا كبير من الكثير من الوزراء، ووسط تغطية صحفية وإعلامية كبيرة.
جدير بالذكر أنه تحل سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، ويأتي المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و 6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم، ومن بينهم أكثر من 10 دول تشارك لأول مرة وهي: تشيلي، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورنام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغافورة، وبوليفيا، ويشتمل المعرض برنامجًا ثقافيًا ثريًا يضم أكثر من 600 فعالية متنوعة.