خيرى بشارة في ندوة خلال معرض الكتاب: شخصيات أفلامي تتقاطع مع أجزاء في شخصيتي

استقبل جناح «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»، مساء اليوم الأحد، المخرج الكبير خيرى بشارة، فى ندوة بعنوان «التحولات الإبداعية والتجربة الحياتية» وأدارتها شيماء سليم.
وحرص على حضور الندوة أميرة أبو المجد، العضو المنتدب لدار الشروق، ونانسى حبيب، مسئول النشر بالدار، والناقد عصام زكريا؛ بجانب مجموعة من جمهور معرض الكتاب المهتمين بالسينما والثقافة والفن.
افتتح خيرى حديثه قائلا «يجب على المخرج أن يسجل ملاحظاته اليومية؛ فهذا هو الزاد أو المادة التى تشكل خياله، وتمنحه القدرة على الإبداع والتجديد».
وعن علاقته بشخصيات أفلامه، أوضح بشارة أن أعماله تحمل أبعادًا من شخصيته، قائلاً: «شخصياتى دائمًا ما تعكس أجزاءً منى. على سبيل المثال، أحمد زكى فى العوامة 70 يجسد شخصية غير مستقرة، لا ترتكز على أشياء ثابتة، وهو ما يتجلى فى عيشه داخل عوامة على النيل. أما عمرو دياب فى آيس كريم فى جليم فهو يشبهنى فى نفوره من الانتماء لجهة واحدة أو العمل تحت مظلة معينة، مفضلاً الحرية والانطلاق».
وأضاف بشارة أن هذه الإسقاطات الذاتية تمنح أعماله صدقًا فنيًا وبُعدًا إنسانيًا يتفاعل معه الجمهور، مشددًا على أن السينما هى مرآة تعكس المخرج بقدر ما تعبر عن الواقع.
وتابع بشارة موضحًا رؤيته: «الفن هو الفن، لكنه أيضًا للمجتمع. لقد رأينا كيف انحازت الدولة فى بعض الفترات إلى فكرة الفن للمجتمع، لكنها لم تلغِ الاتجاه الآخر الذى يرى فى الفن قيمة مستقلة بذاتها».
وأكد بشارة أن هذا التفاعل بين الرؤيتين أثمر تيارًا سينمائيًا غنيًا، قائلاً: «استفدنا كثيرًا من هذا الصراع؛ فهو الذى أوجد سينما قادرة على التوازن بين دورها الاجتماعى وجوهرها الإبداعى. هذه الجدلية هى التى تجعل السينما قوية ومؤثرة».
وأضاف أن هذا النهج يرسخ فكرة أن الفن يجب أن يكون دائمًا فى حوار مع المجتمع دون أن يفقد استقلاليته، مشيرًا إلى أن السينما المصرية استطاعت من خلال هذا التوازن أن تصنع لنفسها هوية فريدة ومؤثرة بشكل واضح وممتد.