لم تكن بداياته السينمائية تقليدية, فقد كسر كل القواعد والتابوهات المتعارف عليها آنذاك انه المخرج المبدع خيري بشارة ابن حي شبرا المسيحي المسلم كما يحلو له ان يطلق علي نفسه. نستعرض أفلامه العوامة07, الأقدار الدامية, الطوق والأسورة, يوم حلو ويوم مر, أحلام هند وكاميليا, كابوريا, ايس كريم في جليم, حرب الفراولة, أمريكا شيكا بيكا, أفلام صنعت لتعيش وترفض الواقع بكل أشكاله, أفلام ترفض القيود والتقاليد البالية وتنادي بالحرية, افلام تصرخ بحب الحياة وإن امتلأت بالكآبة.. بعد احد عشر عاما قرر خيري ان تخرج تجربة فيلمه( موندوغ) إلي النور.. ليثير حالة من الجدل ما بين مؤيد ومعارض, عن هذه التجربة يحدثنا المخرج خيري بشارة قائلا: بدأت هذه التجربة عام0002 ولم يكن مرتبا لها كم من الوقت ستستغرق فهي ذات طبيعة خاصة بدأت بأحداث حقيقية ثم أخذتني لمسار آخر, وكانت الكتابة تحدث أثناء العمل. الفيلم يدور حول مخرج هو أنا أتحول إلي كلب, تدور أحداث الفيلم حولي انا وعائلتي, ويمر بتجربة زواجي والعيش بالولايات المتحدة, ويلعب روبرت الابن دورا مهما يختفي الأب في ظروف غامضة ليحل محله الكلب الأسود الضخم الذي ينتقل من مالك إلي مالك بمستويات اجتماعية مختلفة وبين كل مالك ومالك العديد من المشاهد بتعليق صوتي يشرح لنا فيما يفكر الكلب, ساعتان وثلث الساعة هي عمر هذا العمل, الكلب اختياري المفضل لوفائه وإخلاصه ولوجوده بالفعل داخل الكثير من البيوت, أما الاسم فهو كلب القمر ومعناه وإخلاصه صعاليك الشوارع, خلال الاحد عشر عاما مرت التكنولوجيا بمراحل مختلفة ولذا قمت باستخدام العديد من الكاميرات بدءا باليدوية, مما أعطي العمل سحر خاصا من الناحية الجمالية, لم اكن أريد إرسال أي رسائل من خلال الفيلم سوي رصد الحالة. انتهي كلام المخرج خيري بشارة وبقيت كلمات مدير مهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله إن الفيلم يعد بمثابة محاكمة خيري بشارة لكل من حوله ولنفسه أيضا, وأن خيري يحدد في هذا الفيلم علاقته مع عائلته ويحاول أن يجيب علي السؤال هل تطغي السينما علي الحياة أم العكس؟ وهنا يصور نفسه بهذا الشكل, في موندوغ بشارة يرجع إلي عائلته ويحاكم المجتمع المصري بقسوة.. الفيلم محاكمة للوطن وللذات, كما أنه يجرب ادوات جديدة من المهم ان تكون موجودة في السينما العربية.