يحمى الله مصر من كل سوء، ويحيا الشعب الذى يرسم الآن ملامح الوطن القادم، وأنا فى طريقى إلى مهرجان دبى السينمائى لا أستطيع أن أنعزل عما يجرى فى بلادى لن تُهزم مصر لأن روح الثورة لا تزال تسرى فى الوجدان.
جاء مقعدى على الطائرة بجوار رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، والمخرجَين الكبيرين محمد خان وخيرى بشارة. بادرنى أبو هشيمة الذى التقيته لأول مرة قائلا إنه لن يذهب إلى مهرجان السينما، ولكن إلى مؤتمر عن صناعة الحديد.
هل تدخلت السياسة وعلاقته الوطيدة حاليا بالتيار الإسلامى، حاكم البلاد، فى التعجيل بالطلاق من هيفاء وهبى؟ مثل هذه الأسئلة التى تقتحم الجانب الشخصى تحتاج إلى تمهيد، ولكن تولّى المخرج محمد خان السؤال المباغت بابتسامة جعلت الأمر يبدو طبيعيا وكأنهما يعرف بعضهما بعضا منذ زمن، رغم أن هذه كانت المرة الأولى التى يلتقيه.. نفى أبو هشيمة الشائعة وواحدة أخرى ترددت أنه سوف يتزوج من ابنة رجل الإخوان حسن مالك، وقال إنه سأل عن عمرها فاكتشف أنها فى الحادية عشرة من عمرها مما يؤكد أنها مجرد أقاويل لا تستند إلى منطق، قلت له: عدد من الإخوان والسلفيين يريدون تحديد سن الزواج ب9 سنوات.
وأردت أن أستغل وجود خيرى وخان وهما صديقان حميمان، طلبت من خان أن يختار فيلما لخيرى يتمنى أن يضع عليه اسمه، فأجابنى «كابوريا» وبعد ذلك قال أرى أن «أيس كريم فى جليم» أجرأ فنيا وقدم حالة جديدة تماما، وهو الفيلم الذى كنت أتمنى أن أضع اسمى عليه، قلت له عندما أخرج بشارة الفيلم كتبت مقالا فى مجلة «روزاليوسف» لا أزال أتذكر عنوانه «أيس كريم عم بشارة». بينما اختار خيرى من أفلام خان «عودة مواطن»، أضاف: البعض ربما يعتقد أن «أحلام هند وكاميليا» هو المفضل ولكن «عودة مواطن» ينتمى إلى عالم سينمائى تمنيت أن أقتحمه وهو بعيد عن الدائرة الإبداعية التى تعاملنا معها.
وعندما طلبت منهما أن تتسع الرؤية أكثر لنرى إجابة لهذا السؤال تشمل كلا المخرجين قال لى خان إنه مبهور بما قدمه المخرج الكبير كمال الشيخ ووقع اختياره على «الرجل الذى فقد ظله» كفيلم استثنائى، بينما اختار بشارة فى البداية فيلم «السيرك» لعاطف سالم، وبعد ذلك قال لى إنه لم يكن يجمعه مع صلاح أبو سيف، ودٌّ ولا دفء، ولكنه بعد أن شاهد فيلمه «السقا مات» خرج منتشيا بهذه السينما التى تقترب من الموت بشموخ وتحدٍّ. الفيلم مأخوذ عن رواية ليوسف السباعى وسيناريو وحوار محسن زايد فهو بالنسبة إليه الفيلم الذى لا يُنسى.
طلبت من كل منهما أن يختار فيلما لمخرج من جيله، بدأت بعاطف الطيب قال لى خان «إنذار بالطاعة» بينما بشارة «البرىء». داوود عبد السيد اختار له خان «أرض الخوف» وبشارة قال ودون تردد «الكيت كات». واستقل بشارة مع زوجته مونيكا العربة إلى الفندق بينما انتقلت أنا وخان إلى فندق آخر.
سألت خان عن الغيرة الفنية قال لى إنه من الممكن أن يعجب بفيلم لزميل وإذا كانت بينهما صداقة يهنئه، ولكنه لم يشعر بالغيرة حتى فى بداية مشواره الفنى.
وعن مخرج من الجيل التالى استوقفه، أجابنى: كاملة أبو ذكرى فهى تحمل شيئا خاصا وصادقا فى أفلامها. خان له وجه آخر.. إنه زميلنا الكاتب على صفحات «التحرير» الذى أحرص على أن أقرأ عموده الأسبوعى صباح كل أربعاء، قال لى خان إنه لا يراجع العمود قبل تسليمه، بل أكثر من ذلك يكتب الأعمدة الأربعة فى يوم واحد ويحدد فقط مواعيد النشر بما يتوافق مع الأحداث.
وقال لى خان: سوف أكتب فى عمود قادم إجابة عن هذا السؤال: محل فول أم فيلم سينمائى؟ وأضاف: عندما كنت أقيم قبل 35 عاما فى لندن اقترح المخرج الكبير صلاح أبو سيف أن أفتتح معه محل فول وطعمية فى لندن، ويضيف خان: أعجبتنى الفكرة، واقترح أبو سيف أن نطلق عليه اسم «الأسطى حسن» لنضرب عصفورين بحجر. واحد فهو عنوان فيلم شهير لأبو سيف وفى نفس الوقت اسم ابنى الكبير، وتوقف المشروع بعد أن عاد خان إلى مصر وأصبحت السينما هى حلمه الوحيد والأثير. وظل أبو سيف كلما رآه يقول له ضاحكا: يا خان لو كنت سمعت كلامى كنا بقينا مليونيرات!