أتمني لو كنت أنا الذي كتبت هذه القصائد.. هكذا أعلن الشاعر الكبير «أحمد عبدالمعطي حجازي» في ندوة بمكتبة الإسكندرية أقيمت بمناسبة عيد ميلاد «أمل دنقل» رقم 70.. «حجازي» يكبر «أمل» بحوالي 10 سنوات وتجربته الشعرية أيضاً أسبق بنفس العدد من السنوات ومن المؤكد وكما تعودنا في مثل هذه الحالات أن البعض كان يميل للمقارنة بين الشاعرين ولهذا فهما عاشا مرحلة تنافس ولا شك ورأي «حجازي» في شعر «أمل دنقل» لم يعلن بعد رحيل الشاعر فهو رأي قيل في حياته رغم أن البعض كان ينظر في بدايات تجربة «أمل دنقل» وأيضاً تجربة «محمود درويش» باعتبارها تحمل ترديداً لتجربة «عبد المعطي حجازي» لكنه أبداً لم يعتبر أي منهما تلميذاً أو مقلداً له.. ورأيه المعلن في «أمل دنقل» يحمل قيمة التنافس الحميد التي نفتقدها مع الأسف كثيراً في حياتنا؟! لقد حكي مثلاً «نور الشريف» كيف أنه بعد أن شاهد «محمود ياسين» في فيلم «أين عقلي» ظل عدة ساعات يحاول الاتصال بمحمود لتهنئته علي الدور فلم يكن وقتها عام 76 هناك «محمول».. أتذكر أيضاً ما قاله لي مرة «صلاح أبو سيف» عندما سألته عن المخرجين الذين يعتبرهم نجوماً للشباك قال لي: اثنان لا ثالث لهما «حسن الإمام» و «يوسف شاهين».. قلت له وأنت أجابني هما فقط؟! سألت مرة الشاعر «مأمون الشناوي» عن أحب الأغنيات إليه والتي تمني أن يصبح هو كاتبها أجابني أغنية ليلي مراد «من بعيد يا حبيبي سلم» التي صاغها «بيرم التونسي» قال لي تمنيت من فرط اقترابها مني أن أكون أنا كاتبها!! فيلم «سواق الأتوبيس» كتب قصته «محمد خان» وكان اسمه في البداية «حطمت قيودي» قبل أن يصل الفيلم إلي «عاطف الطيب» كان قد قرأه «خيري بشارة» ولكن علي حد قوله لم يتحمس له وعندما شاهد الفيلم انبهر به.. لم يشعر بالندم أو الغيرة ولكنه قال من المؤكد لم أكن أملك تلك الرؤية التي أنجز بها عاطف الطيب «سواق الأتوبيس» والذي صار بعدها واحداً من أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما المصرية؟! «محمود مرسي» قام بأداء دور «يحيي شاهين» في الثلاثية عندما قدمت كمسلسل تليفزيوني وعندما سألوه عن الفارق قال كانت شخصية «السيد عبدالجواد» التي أداها «يحيي شاهين» في الفيلم هي التي تبحث عنه أما أنا فكنت أبحث عن «السيد عبدالجواد».. هي ذهبت إليه وأنا ذهبت إليها سكنته وأنا كنت أسكنها ولهذا تفوق «يحيي شاهين».. هل رأيتم ما هو أروع من هؤلاء الكبار؟!