اليوم يحتفل العالم باليوم العالمى لمواجهة الالتهاب الكبدى الفيروسى، ولا يزال المرضى المصريون المصابون بفيروس (سى) ضحية ما يمكن وصفه بحرب «الإنترفيرون» بين شركات الأدوية المحلية وأطباء الكبد المصريين ومعهم بعض الشركات العالمية. وتؤكد نتائج أكبر مسح ميدانى شمل 12 ألفا و780 شخصا من مختلف محافظات مصر فى عام 2008، أن نسبة الإصابة بالفيروس سى بين المصريين 9 %، وأن 40 % من مرضى الفيروس سى قد تخلصوا منه نهائيا تلقائيا بدون أى علاج، وهذه نتيجة مهمة، حيث كان من المعتقد أن هذه النسبة لا تتجاوز 10 %، وأن معدل الإصابة بين الرجال يصل إلى 11 % وتقل النسبة بين النساء إلى 7 %. ويجعل هذا الوضع من مصر سوقا واسعة للعقاقير المضادة للمرض. ويدافع عدد من أساتذة الكبد عن العقار المستورد، من منطلق أنه أثبت كفاءة نسبية فى علاج المرضى وصلت إلى 65 %، فى مواجهة الإنترفيرون المصرى المستحدث، الذى تنتجه إحدى الشركات المصرية، وتحاول وزارة الصحة الاستعانة به بعد إجراء مزيد من الدراسات على مدى فعاليته. يقول أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة الإسكندرية، يسرى طاهر، وأحد المؤيدين للاستعانة بالإنترفيرون المستورد، إن «الانترفيرون المستحدث (المصرى) دواء جديد وليس جنيس أو بمعنى آخر مثيل لنوعى الانترفيرون المعتمدين دوليا، ولا توجد حتى الآن معلومات كافية عن فعاليته تسمح باعتماد استخدامه». وأوصى طاهر بضرورة خضوع العقار لمزيد من الدراسات الإكلينيكية وأهمية اجتيازه لجميع المراحل، التى يجب أن يمر بها أى عقار حديث قبل اعتماده، لأن عملية تطوير الإنترفيرون طويل المفعول ليست بسيطة، والأخطر من ذلك أن الدواء الضعيف قد يؤدى إلى تحور الفيروس ومقاومته لأى نوع من العلاج. وأضاف أستاذ الكبد: «بينما كان الانترفيرون العادى فعالا بنسبة 15% فقط فى علاج فيروس سى، تم تطوير الانترفيرون طويل المفعول بإضافة مادة الPEG لترتفع معدلات فاعليته إلى نحو 65%. وتساعد هذه المادة فى المحافظة على تركيز الدواء فى الدم لفترات أطول مما أدى إلى تباعد فترات تلقى العلاج، التى أصبحت مرة واحدة أسبوعيا مما قلل من العبء النفسى والمادى للمريض، وبالتالى لا يجب الاستغناء عن هذا العقار لمصلحة آخر لم يحظ بالتجارب الكافية على فعاليته وكفاءته فى علاج المرضى». وفى المقابل أكد عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة لشئون الاتصال السياسى أن «العقار المحلى لم يعمم على كل المستشفيات المصرية، وأن مراكز الكبد ال21 الموجودة فى المحافظات تستخدم العقار المستورد». لكنه أشار فى الوقت نفسه إلى أن «الإنترفيرون المحلى آمن، وليس له أى أضرار ونتائجه جيدة، وهو ما جعل الوزارة تفكر فى بدء استخدامه فى بعض المراكز مثل مستشفى أحمد ماهر، ونحو 60% من مستشفيات الهيئة العامة للتأمين الصحى»، مشيرا إلى أن ما يتم حاليا فى المستشفيات المصرية هو «تقييم للعقار المصرى وليس تجربته على المرضى». وذكر مساعد وزير الصحة أن «نتائج الإنترفيرون المصرى مشجعة، لكنه يحتاج إلى مزيد من الدراسة للحكم عليه بدقة»، مشيرا إلى أن «النتائج النهائية الخاصة بفعالية هذا العقار سيعلن عنها بعد مرور عام من البدء فى استخدامه، أى فى نوفمبر المقبل». «وزارة الصحة ستختار العلاج الأكثر فائدة للمرضى، وفى حالة ثبوت عدم فاعلية العقار المصرى لن تسمح الوزارة، باستخدامه على نطاق واسع»، أضاف أباظة.