تجىء زيارة الرئيس الأفغانى حامد كرزاى إلى واشنطن هذا الأسبوع على رأس وفد يضم كبار المسئولين لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكى باراك أوباما بهدف إزالة التوتر، الذى شاب العلاقات بين البلدين فى الآونة الأخيرة فى وقت لم يحدث فيه أى تقدم حقيقى ملموس على الأرض داخل أفغانستان. ومن المتوقع أن يطلع كرزاى المسئولين الأمريكيين على المساعى التى تبذلها حكومته لتحقيق المصالحة الوطنية. وقال كرزاى فى مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست، إن الطريق ما زال طويلا أمام حكومته للسيطرة على شئون أفغانستان». وفى واشنطن وصف مسئولون أمريكيون الزيارة بأنها فرصة لتقييم الشراكة الإستراتيجية الواسعة النطاق بين البلدين فيما يركزان على أهداف الأمن المشترك والحكم الرشيد والتنمية. وتعرضت العلاقات بين إدارة أوباما وكرزاى لهزة كبيرة بعد الانتخابات الرئاسية الأفغانية، وما شابها من تجاوزات وعمليات تزوير واسعة النطاق، إضافة لاتهامات متكررة بفساد الحكومة الأفغانية. ويرى الكثير من خبراء الشئون الخارجية فى واشنطن استحالة تحقيق نصر والقضاء على حركة طالبان داخل أفغانستان، وأنه لابد من إجراء محادثات فى نهاية المطاف. ويعتزم كرزاى استدعاء اللويا جيرجا، وهو المجلس الأعلى للقبائل والشخصيات المؤثرة، إلى الانعقاد خلال الأسابيع المقبلة فى إطار جهود على مستوى عال للمصالحة مع طالبان ومتمردين آخرين. ولم تسفر عروضه المتكررة للسلام مع طالبان فى السنوات الماضية سوى عن استسلام بعض المقاتلين الذين لا يتمتعون بمكانة مهمة. ويصر قادة طالبان على ضرورة انسحاب كل القوات الغربية من أفغانستان قبل الموافقة على إجراء محادثات. ويرفض كرزاى هذا الشرط المسبق ويرى أنه يجب على طالبان المساعدة فى تحقيق السلام أولا حتى يتسنى للقوات الأجنبية الرحيل، وهو ما لا تقبل به إدارة أوباما، التى تبنت إستراتيجية جديدة لتحقيق نصر عسكرى والقضاء على تنظيم طالبان أرسلت بمقتضاها 30 ألف جندى إضافة منذ بداية هذا العام. ويأمل كرزاى فى احتواء التوتر، الذى شاب العلاقة مع الإدارة الأمريكية والحصول على ضمانات من هذه الإدارة باستمرار الدعم الأمريكى لحكومته فى مواجهة تنامى قوة حركة طالبان. وفى حديثه مع صحفيين بواشنطن الأسبوع الماضى، قال الليفتنانت جنرال دوجلاس ليوت المساعد الخاص للرئيس أوباما لشئون أفغانستان وباكستان، إن زيارة كرزاى تأتى فى منتصف الفترة ما بين إعلان الرئيس أوباما عن إستراتيجيته الجديدةلأفغانستان فى شهر ديسمبر 2009 ومراجعة تلك الإستراتيجية بعد عام من الإعلان عنها فى شهر ديسمبر 2010. من جانبه قال بن رودس نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى إن زيارة كرزاى «تأتى فى وقت مهم جدا»، وأضاف: «إن هذه يمكن أن تكون فرصة مهمة بالنسبة للجانبين للاجتماع معا.. وعمل كشف حساب لما وصلا إليه، وكشف حساب لما يمكن أن تكون عليه الخطوات التالية، والخطوات الإضافية التى قد تتخذ، وما يمكن أن يقدمه المجتمع الدولى من دعم إضافى، وما يمكن أن يتخذه الأفغان من خطوات إضافية لتطبيق خططتهم الخاصة المتعلقة بتحسين وتطوير نظام الحكم والأمن فى بلدهم». وأضاف رودس إن المسئولين فى حكومة أوباما يقبلون على المحادثات وعيونهم على بدء نقل مسئولية الأمن والحكم من الولاياتالمتحدة والقوى الدولية الأخرى فى أفغانستان إلى السلطات الأفغانية فى شهر يوليو 2011. وتأتى زيارة كرزاى فيما يقول مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية إنهم يوسعون نطاق الجهود الأفغانية والدولية لتأكيد سيطرة الحكومة الأفغانية على ما يتجاوز إقليم هلمند إلى قندهار.