شهد طبيب أمريكي سابق أمام محكمة أمريكية لجرائم الحرب في جوانتانامو، أنه شاهد عمر خضر السجين الكندي معصوب العينين يبكي وهو مقيد بباب خارج زنزانته في أفغانستان حين كان عمره 16 سنة تقريبا. وأدلى الطبيب السابق في الجيش الأمريكي الذي عرف فقط بحرف (إم) بشهادته خلال جلسة للمحكمة لمعرفة ما إذا كان خضر، قد أجبر قسرا على الاعتراف بأنه ألقى قنبلة يدوية قتلت جنديا أمريكيا في أفغانستان. وكان خضر اعتقل في أفغانستان عام 2002 حين كان عمره 15 سنة، والآن يبلغ 23 سنة، وقضى ثلث عمره سجينا في معتقل جوانتانامو الحربي الأمريكي بكوبا. وتعد محاكمة عمر هى الأولى من نوعها حيث لم تحاكم من قبل محكمة لجرائم الحرب في أمريكا شخصا عن تهم ارتكبها وهو قاصر. ويذكر أيضا أن تلك المحاكمة هى أولى التى تجري بموجب قانون وقعه الرئيس الأمريكي باراك اوباما عام 2009 لفرض قيود على استناد المحاكم في جوانتانامو إلى أقاويل غير ذات مصداقية وأدلة حصل عليها الادعاء قسرا أو من خلال معاملة غير إنسانية. وعالج الطبيب (إم) خضر من جروح أحدثتها طلقات رصاص وإصابات ناجمة عن شظايا في مركز للاحتجاز في قاعدة باجرام الجوية الأمريكية في أفغانستان في الفترة ما بين منتصف أغسطس وأكتوبر عام 2002 حين كان خضر قد بلغ 16 سنة. ووصف الطبيب أمام المحكمة كيف أنه عثر على خضر واقفا خارج زنزانته، وقد قيدت يداه إلى باب ذي قضبان حديدية عند مستوى أعلى من عينيه. وقال الطبيب (إم) الذي كان يدلي بشهادته من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من مكان غير معلوم: "نزعنا العصابة التي كانت تغطي رأسه وسألته عما يوجعه وعن الأدوية التي وصفت له وحينها لاحظت انه كان يبكي". وشهد الطبيب أن مثل هذه المعاملة كانت شائعة لمعاقبة السجناء في باجرام خلال الفترة الأولى من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدةلأفغانستان لكنه لم يعرف على ماذا كان خضر يعاقب. وفي نفس السياق، وصف باري كوبورن محامي الدفاع المعاملة التي لقيها موكله بأنها مقززة وتمثل انتهاكا وتعذيبا. ويعتزم محامو الدفاع طلب شهادة أطباء النفس لمعرفة ما إذا كان سن خضر الصغير وجروحه جعلته أكثر عرضة للاعتراف بأشياء كاذبة. وزعم خضر الذي أرسل إلى سجن جوانتانامو في أكتوبر عام 2002 انه تعرض خلال عمليات استجوابه في أفغانستان وجوانتانامو إلى الضرب والتقييد بالسلاسل في أوضاع مؤلمة، واضطر إلى التبول على نفسه وروع بالكلاب البوليسية، وتعرض لدرجات حرارة منخفضة تقترب من التجمد وحرم من النوم كما هُدد بالاغتصاب. وقال المحققون الستة الذين استجوبوا خضر، وهم من الجيش ومن مكتب التحقيقات الاتحادي، إنهم لم يرصدوا أي انتهاكات، ووصفوا كيف أنهم كانوا يقدمون له الشاي والبسكويت والحلوى بطريقة ودية، وأن خضر اعترف مرارا أنه ألقى قنبلة يدوية على الجندي الأمريكي القتيل. ومن المتوقع أن تستمع المحكمة إلى شهادة أول محقق عسكري استجوب خضر في باجرام، وهو جندي حوكم عسكريا فيما بعد لاعتدائه على سجين أفغاني مات في باجرام واعتبر موته حادث قتل.