على كورنيش الإسكندرية، وقف محمد عزام، مالك إحدى سيارات الأجرة، يفترش الكتب والروايات على التاكسي الخاص به، أمام المارة الذين وقفوا باهتمام يتابعون ما يفعله، قبل أن يشرح لهم فكرة مبادرته "تاكسي بوك"؛ للتشجيع على القراءة في المواصلات، بدلًا من ضياع وقت الانتظار في إشارات المرور، والازدحام خلال أوقات الذروة، على تصفح الهاتف أو الأحاديث الجانبية عديمة الفائدة. -هروب إلى المكتبة لم تكن مبادرة المكتبة المتنقلة على التاكسي وليدة اللحظة، فمُنذ صغره كان عزام يحب القراءة والكتب، وكان يهرب إلى المكتبة المدرسية تاركا الحصص الدراسية من أجلها، ورغم حصوله على دبلوم التجارة، وعمله مع عائلته في مجال قطع غيار السيارات، إلا أن شغفه بالقراءة كان يراوده بين الحين والآخر، فبدأ يقرأ في مجال علم النفس ويتعمق فيه حتى حصل على عدة دبلومات متخصصة في هذا المجال. -إقبال كبير وحب القراءة وعن فكرة مبادرته، يقول عزام، إنه لم يتوقع الترحيب والتشجيع الذي لاقته فكرة مشروعه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعه للاستمرار في هدفه، وتوسيع نشاط عمله من مكتبة متنقلة للكتب، إلى البيع أونلاين والتوصيل إلى المنازل بأسعار رمزية، ومع زيادة الإقبال على المبادرة أنشأ مجموعة خاصة بمبادرته لمحبي القراءة، عبر موقع فيسبوك. -من مكتبة متنقلة لفروع ثابتة واستمرت المبادرة في التوسع، ومع زيادة عدد الكتب، قرر عزام تدشين أول مكتبة ثابتة بمنطقة سيدي بشر، ولحقها بفرع آخر بمنطقة طوسون، وأصبح نشاط المبادرة لا يقتصر على البيع والتبادل فقط، بل والاستعارة بضمانات محددة أيضًا. -مبادرة الكتب المدرسية وبعدها ألحق عزام، بمبادرته بيع الكتب المدرسية المستعملة بأسعار رمزية؛ لمساعدة الأهالي في تعليم أبنائها ومحاربة الغلاء، ولما لا فهو أب ل 4 أبناء في مراحل دراسية مختلفة، يعلم جيدا ما تحتاجه كل مرحلة من مصروفات. كما شارك في جمع ورق الدشت للحفاظ على البيئة؛ لإعادة تدويره واستخدامه مرة أخرى بسهولة لشركات الورق، آملا أن تنخفض الأسعار مرة أخرى. ويطمح عزام أن تشمل مبادرته كل محافظات مصر، وألا تقتصر على الإسكندرية فقط، ولكن نقص العمالة ورغبته في انتقاء أشخاص يعملون معه ويأتمنهم على الدخول إلى المنازل سواء للحصول على الكتب وفرزها أو توصيلها، هو أكثر ما يفكر فيه في الفترة الحالية استعدادًا لتوسيع مبادرته.