اهتم معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بالتوجهات النووية السعودية، التي تتمثل في محاولات تعزيز تسليحها النووي، معتبراً أن ذلك التوجه رد فعل لفشل أمريكا في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، الذي يمثل تهديداً للأمن السعودي والخليجي. وقال المعهد في تقرير صدر مؤخرا، إن الخيارات المطروحة أمام السعودية في مواجهة الخطر الإيراني، تراوحت بين تكثيف التعاون مع الولاياتالمتحدة أو إغفال الخطر الإيراني ومن ثمّ توطيد علاقات الجيرة مع طهران أو الحصول على ردع نووي خاص بها. وأشار التقرير إلى قرار قمة مجلس التعاون الخليجي السنوي في 2006 في الرياض، والذي دعا دول الخليج الأخرى إلى تطوير برامج نووية مستقلة من أجل الأغراض السلمية، منوها إلى أن هذا القرار لم يتم إعلانه ضمن قرارات هذه القمة، واعتبر أن الدافع الرئيسي ورائه يتمثل في طموحات إيران النووية. كما لفت إلى قول أهارون زئيفي فركش الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية في 2003 أمام الكنيست الإسرائيلي، إن السعوديين على اتصال مع باكستان من أجل شراء رؤوس نووية لصواريخ أرض أرض في ترسانتها الحربية، في محاولة لتدارك التوازن مع التسلح الإيراني. وقال التقرير إلى إن الأمتين السنيتين اللتين تطوقان إيران، بإمكانهما تعزيز العلاقات النووية فيما بينهما، حيث تمتلك باكستان المعرفة والطاقة البشرية الماهرة في حين تفتقر إلى المال، بينما لدى السعودية مدخرات مالية هائلة وافتقار في البنى التحتية والقدرات البشرية، وعليه فإن السعودية بحسب التقرير تسعى إلى موازنة قوة إيران عبر التعاون مع باكستان في المجالات النووية. وختاما، أشار التقرير إلى أنه لا توجد بلاد كثير تمثل أهمية بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة مثل التي تمثلها السعودية، وأن تداعيات الخيار السعودي ربما تجبر المسئولين الأمريكيين على البرهنة فعليا على أنهم ملتزمين بالدفاع عن السعودية، وأن أي سياسة آخرى قد يترتب عليها أزمة بين الطرفين، ويمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة على بيئة إسرائيل الإستراتيجية.