برحيل السيدة آمال فكري منذ أيام، فقد أوركسترا النور والأمل العمود الفقري لهذا الكيان الكبير الذي أثرى الحياة الثقافية المصرية والعربية، بما قدمه من حفلات موسيقية وغنائية داخل وخارج مصر، حيث كانت آمال فكري هي البصر والبصيرة وبمثابة المايسترو الذي يقود هذا الكيان من خلف الكواليس دون عصا والقدوة لكل أعضاء الأوركسترا. وانضمت آمال فكري، إلى جمعية النور والأمل لرعاية الكفيفات عام 1969 كمتطوعة، وتم انتخابها عضوة في مجلس إدارة الجمعية عام 1971، حيث تولت الشئون الخارجية للجمعية، وكونت الأوركسترا كأول أوركسترا في العالم من الكفيفات، والذي بدأ بالعزف في الأوبرا القديمة، وكانت أول رحلة للفريق خارج مصر لعاصمة النمسا فيينا عام 1988، حيث أشاد الحضور في النمسا بفريق الأوكسترا ووصفوهم وقتها ب"الهرم الرابع" نظرا لتألقهم. - حققت العديد من الإنجازات للجمعية ولمعهد الموسيقى التابع لها واستطاعت تحقيق العديد من الإنجازات للجمعية ولمعهد الموسيقى التابع لها، حتى أصبح أوركسترا الوفاء والأمل صاحب صدى كبير على المستوى العالمي، كونه الوحيد في العالم الذي يتكون بالكامل من أعضاء مكفوفي البصر الذين يعزفون دون قراءة النوتة الموسيقية بطريقة "برايل" ودون الاعتماد على عصا المايسترو. وقدم الأوركسترا بفضل هذه السيدة عروضا في 5 قارات و27 دولة ب60 عاصمة ومدينة، حيث تلقى دعوة للحضور في فيينا "النمسا" والتي تعد عاصمة الموسيقى بالعالم، وشاركوا في حفلات بإنجلترا وأستراليا وألمانيا والكويت وفرنسا واليونان والعديد من دول العالم. - آمال فكري أسست معهدا للموسيقى وأسست آمال فكري، التي شغلت منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية النور والأمل لرعاية الكفيفات والمسئولة عن فريق الأوركسترا بالجمعية، معهدا للموسيقى تابع لنفس الجمعية يتضمن العديد من أقسام الموسيقى منها الوتريات، والآلات الخشبية والآلات النحاسية وآلات الإيقاع، ومهمة المعهد تدريب فتيات الأوركسترا مرتين يومي الأحد الثلاثاء من كل أسبوع على الآلات المختلفة مثل الفيولينة والكونترباص، وتدريبهم على آلات النفخ المختلفة مثل الفلوت والأوبوا والفاجوتا الكورنو والطرمبيت والطرمبون وآلات الإيقاع. وتشمل الدراسة، في المعهد جوانب الموسيقى التطبيقية: "الهارموني، والسولفيج" والتدريب السماعي، حيث يتم تعليم الفتيات الكفيفات في المعهد قراءة "النوت" الموسيقية بطريقة "برايل" وهي اللغة التي يتم من خلالها تحويل لغة الموسيقى من لغة عادية إلى إشارات وحركات يلمسها الكفيفات. وحرصت آمال فكري، طوال حياتها على التأكيد أن الشخص الكفيف يحتاج أكثر من غيره إلى تنمية مهاراته المختلفة سواء مهاراته التعليمية أو الفنية أو مهارات التعامل مع الآخرين والقدرة على الاعتماد على النفس بأقصى قدر ممكن، وربما يظن البعض للوهلة الأولى أن دور معهد الموسيقى يقتصر فقط على تنمية المهارات الفنية للفتاة، والسيدة الكفيفة بتعليمها قواعد الموسيقى وتدريبها على العزف، سواء بشكل منفرد أو وسط الأوركسترا. ويسهم المعهد، بشكل كبير في تنمية المهارات المختلفة، حيث تحرص إدارة المعهد على التفوق الدراسي للعازفات وتقديم الدعم اللازم للطالبات في مراحل التعليم المختلفة، والحياة داخل معسكرات العمل التي تنظمها إدارة المعهد والسفر لأداء الحفلات في المحافظات المختلفة أو خارج مصر، ويعود المعهد الفتيات على الاعتماد على أنفسهن وعدم الاعتماد على الأسرة فى كل كبيرة وصغيرة، والوقوف على المسرح وأداء الحفلات فإنها تقوى الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الجمهور، ويوفر المعهد فكرة السفر إلى دول العالم المختلفة من التعرف على الثقافات المتنوعة للشعوب. وحرصت آمال فكري، على اكتشاف المواهب وتنميتها من خلال أساتذة متخصصين في مجال عزف الموسيقى، والجمعية ترعى ما يقرب من 80 فتاة من الكفيفات، ويتم تأهيلهم وتعليمهم بجانب وجود دار ضيافة للفتيات المغتربات تتسع لحوالي 60 فتاة سواء الموظفات الكفيفات أو من خريجى الجامعات ومازلو يدرسون بالقاهرة. وكرمت الراحلة، في مناسبات عديدة عرفانا بجهودها المتواصلة في مجال العمل المجتمعي، وتوج هذا التقدير في 21 مارس 2018 يوم عيد الأم واحتفالية المرأة المصرية بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لها كنموذج مشرف ومتميز للمرأة المصرية ورائدة فى مجال العمل المجتمعي والإنساني وتقديرا لجهودها المبذولة في رعايتها القلبية لأوركسترا النور والأمل على مدى عقود عديدة.