قد لا تكون الإعاقة مدعاة للانزواء بل علي العكس من ذلك قد يكون هذا الشعور حافزا علي التميز ودافعا للإنجاز وجمعية النور والأمل هي المثال الصريح علي ذلك..فتيات صنعن النور من الظلام وخطفن نظر العالم. وتأسست جمعية النور والأمل لتأهيل الفتيات الكفيفات لممارسة العمل في مهن مناسبة، تمكنهن من العطاء ولتكون كل فتاة منهن عضوةً نافعةً في المجتمع ولتضمن لهن سبل العيش الكريم، وإضاءة طريق الأمل والمستقبل المشرق، نحو تحدي الإعاقة بل وتخطيها إلى مستقبل أكثر إشراقًا، وتعد الجمعية أول مؤسسة في الشرق الأوسط لتعليم ورعاية وتأهيل الكفيفات، وتستقبل الجمعية الآن 300 من الفتيات الكفيفات، مع توفير الإقامة الكاملة المجانية لهن بالقسم الداخلي. من أهم إنجازات الجمعية إنشاء "أوركسترا النور والأمل" والتابعة لمعهد الموسيقى التابع لجمعية النور والأمل، الذي تأسس في عام 1961م، وأصبح نشاط الأوركسترا أهم الأنشطة التي تقدمها الجمعية؛ فمنذ إنشاء الأوركسترا عام 1981م، وعلى مدار 27 عاما وهي تجوب العالم شرقا وغربا، مالئة الدنيا موسيقى، ولأنها هي الفرقة الوحيدة في العالم، المكونة من مكفوفات يعزفن الموسيقى الغربية والشرقية المتطورة، نالت إعجابًا عربيًا وعالميًا وأصبحت سفيرًا للمعاقين. وقدم الأوركسترا العديد من الحفلات في مختلف عواصم العالم، وكانت أول دعوة قد تلقتها الأوركسترا من النمسا في عام 1988م، وبعد النجاح الباهر الذي حققته، تلتها دعوة أخرى من الدولة نفسها في عام 1989م، وقد عزف أوركسترا المكفوفات في العديد من المدن النمساوية مثل "انسبروك، فلدن، جراتسي، لينز وتتم الدراسة في معهد الموسيقى التابع للجمعية على ثلاث مراحل، هي الابتدائية والإعدادية والثانوية، وتشمل الدراسة مواد العزف العملية، والدراسات الموسيقية النظرية المكملة لها، والمقررة بالمعاهد الأكاديمية الموسيقية، وتحصل الفتيات على نوعين من التعليم؛ حيث يدرسن في المدرسة صباحا مواد الدراسة العادية، ثم يدرسن بمعهد الموسيقى في فترة بعد الظهر، وتشمل الدراسة في المعهد كافة جوانب الموسيقى التطبيقية، و"الهارموني والسولفيج" والتدريب السماعي ويتم تعليم الفتيات الكفيفات في المعهد قراءة "النوت" الموسيقية بطريقة "برايل" وهي اللغة التي يتم من خلالها تحويل لغة الموسيقى من لغة عادية، يراها الشخص إلى إشارات وحركات يلمسها الكفيف، ويتم ترجمة "النوتة" الموسيقية على يد أساتذة متخصصين، حتى يفهمها الكفيف وتسمى هذه العملية "بالسولفيج"، ليحفظها الفتيات بعد ذلك. وقد حصلت الأوركسترا على عدد كبير من الجوائز، منها درع "الجمعية النسائية الاجتماعية الثقافية" الكويتية، ودرع "المخيم العربي السادس للمكفوفين" بالإسكندرية ودرع "جمعية الهلال الأحمر" القطري، ودرع الإمارات العربية المتحدة، وكأس "التقدم الممتاز الألمانية".