فتيات بددن الظلام وأخرجن الأمل من رحم اليأس.. إنهن أعضاء فرقة "النور والأمل" للمكفوفات، اللاتي أبدعن في الاحتفالية التي نظمتها جمعية الصداقة المصرية الآسيوية الأمريكية الإفريقية الأوروبية الأسترالية، بمرور 60 عاما على دعم العلاقات المصرية الصينية، وأقيمت في مطلع أغسطس الجاري بمدينة هونج كونج، من خلال عزف 18 مقطوعة سيمفونية عالمية بقيادة المايسترو محمد سعد باشا، ليختتم الحفل بتصفيق حاد من جانب الجمهور الصيني والمسؤولين. وزارة الخارجية أشادت بأداء الفتيات، البالغ عددهن 31، من خلال رسالة شكر وتقدير بعثتها إلى وزارة الثقافة، قائلة «فرقة النور والأمل للأوركسترا السيمفوني للمكفوفات تميزت بانضباطها التام من حيث المظهر والأداء الذي فاق كل تصور، بعد أن أدت الفرقة العديد من المقطوعات العالمية من الموسيقى الكلاسيكية، والتي تضمنت افتتاحيات لأوبرات عالمية، إضافة إلى مقطوعة موسيقية صينية شهيرة، ومن المقرر أن تزور الفرقة مدينة جوانزو ومدينة زهاي ضمن جولتها الفنية بالصين». «النور والأمل» تعد الفرقة الوحيدة للمكفوفات على مستوى العالم للموسيقى السيمفونية، وتقدم فنون موسيقية عالمية وليست محلية فقط، ويعود تأسيس الجمعية إلى عام 1954 على يد السيدة استقلال راضي، بالتعاون مع مجموعة من السيدات المتطوعات، وتعددت الأنشطة التي أقدمت الجمعية عليها. وافتتحت مركز التأهيل المهني ليستقبل الطالبات الكفيفات عام 1957م، من أجل تأهيلهن في شتى المجالات؛ لممارسة العمل في مهن مناسبة وتحدي الإعاقة، حيث تستقبل المؤسسة 300 فتاة وتوفر لهن الإقامة المجانية الكاملة، وفي عام 2004، تم افتتاح المركز الثقافي للنور والأمل. وفي عام 1981، أنشأت الجمعية "أوركسترا النور والأمل" لتكون الفرقة الوحيدة في العالم التي يتألف أعضاؤها من المكفوفين ويعزفون الموسيقى الشرقيةوالغربية، وتكون الدراسة بمعهد الموسيقى على ثلاث مراحل؛ الابتدائية والإعدادية والثانوية، يتعلمن العزف والموسيقى النظرية، بجانب التدريب العملي، ويدرسن النوتات الموسيقية على طريقة برايل على يد أساتذة متخصصين. بدأ أوركسترا معهد الموسيقى ب5 فتيات إلى أن وصل عددهن اليوم ما يقرب من 35 فتاة من المكفوفات، ويشمل الأوركسترا 4 أقسام هي: الأوتار، والآلات الخشبية والآلات النحاسية وآلات الإيقاع، ويتم تدريب عازفات الأوركسترا في المعهد على الآلات الغربيةوالشرقية معًا. وعلى مدار 36 عاما، قدمت الأوركسترا العديد من الحفلات في مختلف دول العالم، لتكون آخرها جولة الصين على مدار ثلاث أيام فى مطلع أغسطس الجاري، قال عنها وزير الثقافة الصيني: «تواصل الشعب الصيني مع كفيفات النور والأمل يعد رمزا على قوة وامتداد الجسور الثقافية بين مصر والصين، ويمثلن القوة الناعمة للعلاقات المصرية الصينية فى شكل سفيرات لبلدهن في الخارج، وأهمية الأوركسترا تكمن فى كونه الأول على مستوى العالم الذي يقدم موسيقى كلاسيكية بأنامل فتيات كفيفات كنموذج مشرف على تحدى الإعاقة بالفن والأمل، وهو ما يجعلهن على قائمة النماذج المشرفة على مستوى العالم». وسبق وقدمت الفرقة حفلًا في عدد من المدن النمساوية مثل: انسبروك، فلدن، جراتسي، لينز، وقال المستشار النمساوي تشانسلر فرانتيسك، في ذلك الوقت، «الأوركسترا ملأت فيينا بالموسيقى»، كما قال وزير الشؤون الاجتماعية وقتها: «هذه الاوركسترا معجزة إنسانية». وحصلت أوركسترا النور والأمل على عدد كبير من الجوائز؛ منها: درع الجمعية النسائية الاجتماعية الثقافية الكويتية، ودرع المخيم العربي السادس للمكفوفين بالإسكندرية، ودرع جمعية الهلال الأحمر القطري.