كشف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط النقاب عن أن مصر التزمت الصمت حيال ما تردد عن توجيه ضربة لقوافل تحمل أسلحة موجهة إلى غزة في السودان حتى لا تحرج "الأخوة في السودان" ، بحسب تعبيره. وأكد أبو الغيط في تصريحات لبرنامج "48 ساعة" الذي تذيعه قناة المحور أن العمل الأجنبي ضد أراضي السودان عمل مدان ويجب أن يتسم رد فعلنا بالشدة ضده. ونفى أبو الغيط علمه بكيفية قيام إسرائيل بتوجيه تلك الضربة ، مشيرا إلى أن ما لديه من معلومات هي أنه تم بالفعل توجيه ضربتين إلى تلك القوافل ، وأن مصر على اطلاع على ذلك من وقت حدوثه. وأكد أبو الغيط أن مصر تسعى للحفاظ على وحدة السودان وإقناع الجنوب بأن الحفاظ على الوحدة يجب أن يكون الخيار الأول ، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يغيب عنا أنه لو حدث انفصال في السودان فمن الممكن أن نشهد مجموعة من الحروب الأهلية في الجنوب بين القبائل المختلفة. وبالنسبة للأفكار المصرية والعربية لعقد اجتماع دولي حول السودان ودارفور ، أكد أبو الغيط أن هناك حاجة لمعالجة مسألة السودان بشكل شامل ومتكامل وحلها في إطار شامل سواء في اجتماع أو مؤتمر دولي تشارك فيه الحكومة السودانية والعناصر السودانية المتصارعة والأمم المتحدة والجامعة العربية والإتحاد الأفريقي والدول المجاورة للسودان والقوى الرئيسية. واشار الى أن هناك "نوايا تجاه السودان ، لأن هناك ثروة بدأت تظهر وموجودة في الأرض السودانية وبإمكانيات سيكشف عنها المستقبل ، وبالتالي فإن هناك من يرتب أوضاعه ، ولا يهم الشركات الكبرى التي تسعى لاستغلال تلك الثروة كم سيموت من السودانيين". وحول كيفية التعامل المصري مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة ووزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان، ، أكد أبو الغيط أنه طالما بقي موقف ليبرمان على ما هو عليه" فإنني سأكتفي إذا ما تصادف وجودنا في اجتماع بالنظر إليه وبالتأكيد سوف تظل يدي في جيبي". وقال أبو الغيط : "فقد قال ليبرمان فليذهبوا إلى الجحيم ، وطالب بتدمير السد العالي لإغراق مصر .. وهو رجل عليه أن يعيد التفكير في كيف يتراسل عقله مع لسانه". وحول مماطلة إسرائيل في التفاوض حول الملف الفلسطيني ، قال "إنها اللعبة الإسرائيلية المكشوفة التي نعلمها جميعا من إسقاط الحكومات الإسرائيلية ومحاولة تغيير المسارات للتفاوض والإدعاء أنه لايوجد شريك فلسطيني". وحول أسباب عدم مشاركة الرئيس حسني مبارك في القمة العربية الأخيرة أوضح أبو الغيط "أنه سبق القمة العربية وضع أقل ما يوصف بأنه غير مريح لمصر .. ويمكن أن نقول إنه تم إعلان الحرب الإعلامية على مصر أثناء أزمة غزة واستمرت بعدها بشكل آذى مصر .. وحاولنا بعد قمة الكويت وحتى أيام قليلة قبل عقد القمة الأخيرة أن نسعى لتحقيق المصالحة العربية مثلما نراها لأن المصالحة ليست فقط لقاء وتحية بين الزعماء أو وزراء الخارجية أخذا في الاعتبار أن التواصل موجود ، ولكن المصالحة يجب أن تكون لها دائما أرضية متفق عليها". وأضاف أبو الغيط أن خطاب الرئيس مبارك الذي وجهه إلى القمة العربية أشار إلى تلك الأرضية المطلوبة عندما أوضح رفض التدخل في الشئون الداخلية للدول وهو بند رئيسي نظرا لوجود تدخلات بالفعل في الشئون الداخلية تحدث حاليا. وقال أبو الغيط إن الرئيس مبارك أكد على أهمية المصارحة والمكاشفة وعدم اتخاذ مواقف متضاربة ، وأضاف أن تقدير الرئيس مبارك كان أن الأرضية ليست بعد مهيأة للمصالحة الحقيقية ، وبالتالي فضل الرئيس عدم الذهاب شخصيا ، ولكن مصر كانت مشاركة في القمة ، وأكد أن مصر ستبقى منفتحة للمستقبل وسنعمل سويا مع كل الأخوة وستبقى مصر على مشاركة نشطة على كافة المحاور ولكن إذا أساء أحد لمصر .. نقول له لابد من وقفه مع الشقيق. وحول ما إذا كان الموقف سيتغير لو قام أمير قطر أو رئيس الوزراء بزيارة مصر قبل القمة .. قال أبو الغيط أتصور لو كانت مصر قد تلقت الترضية الكافية لكان هناك شأن آخر. وفيما يتعلق بالاجتماع الذي عقد في الرياض الخميس قبل الماضي بحضور وزراء خارجية ورؤساء مخابرات مصر والسعودية وقطر قال أبو الغيط إنه كانت هناك محاولة أخيرة للاتفاق فى الإطار العام للمصالحة ولتطوير الموقف المصرى من عدم مشاركة الرئيس مبارك إلى المشاركة ولكن الرد لم يكن مرضيا بالنسبة لنا. وأضاف أن الاجتماع لم يصل بالطرفين المصري والقطري إلى اللحظة التي يستطيعان فيها التفاهم على الأرضية المشتركة المطلوبة ، وذلك ربما لأنه جاء متأخرا ، ولو كان هذا الاجتماع قد عقد في منتصف مارس لربما كنا استطعنا أن نبني من المواقف ما يقود إلى التفاهم". وحول إمكانية إتمام زيارة قريبة للرئيس مبارك إلى الولاياتالمتحدة ، أشار أبو الغيط إلى عدم وجود اتفاق بعد على زيارة لواشنطن ، مشيرا إلى أنه من الممكن جدا أن يسافر الرئيس مبارك إلى الولاياتالمتحدة ، ومن الممكن أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة مصر. وقال أبو الغيط إنه لا يوجد شيء في العلاقات المصرية - الأمريكية مع إدارة أوباما يمكن تنحيته جانبا لأنهم يأتون إلى مصر بعقل وفكر مفتوح ويؤكدون رغبتهم في تغيير المنهج. وأشار إلى أن أوباما اتصل بالرئيس مبارك في أول يوم لتوليه الرئاسة وعبر فيها الرئيس عن رغبته في بناء علاقة مصرية أمريكية حيوية مثلما كانت دائما ، أي علاقة بها احترام وتكافؤ وعلاقة إستراتيجية بجانب تنشيط الحوار الاستراتيجي بين البلدين. ونفي أبو الغيط وجود مشاعر قلق مصري إزاء الحوار الأمريكي الإيراني ، مشيرا إلى أن الانفتاح الأمريكي الإيراني إذا حدث فإن هذا سيكون معناه حدوث تغير في المنهج الإيراني الذي يسعى للإمساك بأوراق إقليمية لتأمين مصالح إيرانية.