قالت مصادر دبلوماسية عربية فى نيويورك، إن المجموعة العربية لم تبدأ بعد فى أى تحرك على الاطلاق لمتابعة ما تبناه مجلس الجامعة العربية الأسبوع الماضى من المطالبة بعقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، للنظر فى الأوامر العسكرية الإسرائيلية الخاصة بترحيل فلسطينيين من سكان الضفة الغربية على خلفية تشكيك إسرائيل فى قانونية بقائهم فى الضفة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلى. وفى اتصالات هاتفية أجرتها «الشروق» مع أكثر من مصدر تطابق رد الفعل بأن وزارات الخارجية المعنية بما فيها وزارة الخارجية الفلسطينية لم تصدر تعليمات لوفودها فى نيويورك للتحرك نحو طلب عقد الجمعية العامة. بعض المصادر أرجعت هذا البطء فى التحرك إلى أن السلطة الفلسطينية لم تبادر بطلب التحرك. «الفلسطينيون لم يطلبوا شيئا، لم يطلبوا اجتماعا للمجموعة العربية للتحرك. أليسوا هم أصحاب القضية فى الأساس»، قال مصدر من نيويورك مشترطا عدم الكشف عن هويته. مصدر آخر قال إن السلطة الفلسطينية «ترى عدم التحرك فى اتجاه طلب عقد الجمعية العامة قبل التحقق مما سيقوم به الرئيس الأمريكى ومبعوثه للشرق الأوسط فى سياق استئناف مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، لأنه بالرغم من التصريحات الرسمية المعربة عن التشاؤم فمازالت السلطة الفلسطينية آملة فى تحرك أمريكى مثمر. مصدر ثالث قال إنه «ربما استشعرت السلطة الفلسطينية أن أى قرار جاد لن يحظى بأغلبية كافية فى الجمعية العامة وبالتالى فلا داعى لاتخاذ خطوات لا تضمن دعما قويا من المجتمع الدولى». «ربما يكون هناك اجتماع للمجموعة العربية قبل آخر الشهر»، قال مصدر دبلوماسى من نيويورك مشترطا عدم ذكر اسمه، متحدثا عن أول بادرة لتنفيذ قرار اتخذه مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بالتحرك فى أطر سياسية وقانونية لمجابهة القرار الإسرائيلى الذى وصفه بأنه مخالف لالتزامات إسرائيل، دولة الاحتلال، حسب القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى. وقدرت جمعيات حقوقية إسرائيلية أن القرار سينال من حقوق عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ربما 70 ألفا. بينما قدرت مصادر عربية أنه بالنظر إلى أن ترحيل بعض الفلسطينيين قد يؤدى إلى ترحيل أعضاء الأسر المنوطين بالإعالة، قد يصل عدد المرحلين خلال 5 سنوات إلى 300 ألف. «إسرائيل تتحرك بصورة متصاعدة لبناء أرضية تأييد متزايدة لها داخل الأممالمتحدة وتحركها ليس مقصورا على مجلس الأمن بل يشمل الجمعية العامة»، قال مصدر عربى فى نيويورك مشترطا عدم ذكر اسمه. إسرائيل حسبما أضاف المصدر تحقق أيضا «تقدما لا يستهان به» فى الترويج لعضوية مرشحة لها من قبل نفس المجموعة للحصول على العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن فى عام 2018. «هناك مراقبة عربية ورصد عربى دقيق لما تقوم به إسرائيل فى سبيل بناء قاعدة دعم لها فى هذا الترشيح»، قال مصدر، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن إسرائيل حصلت على هذا الترشيح عقب شهور قليلة من انتهاء عملية الرصاص المصبوب التى أثارت ضجة دولية لما شملته من مخالفات جسيمة للقانون الإنسانى الدولى وصفت فى تقارير عديدة مستقلة وأممية بأنها ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.