يمارس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاليا ضغوطا على الاتحاد الأوروبي لإرجاء إتمام اتفاقية للتجارة الحرة مع التجمع الاقتصادي لدول أمريكا الجنوبية "ميركوسور" في ضوء احتجاجات المزارعين في أوروبا. وقال ماكرون اليوم الثلاثاء في ستوكهولم خلال زيارة رسمية إلى السويد "لا نريد أن يتم توقيع الاتفاقية في صيغتها الحالية". ويواصل المزارعون الفرنسيون احتجاجاتهم على ارتفاع تكاليف الإنتاج واللوائح الأوروبية، وما وصفوه بالمنافسة غير العادلة من الخارج، من خلال إغلاق الطرق السريعة حول العاصمة باريس، والعديد من الطرق في مختلف أنحاء البلاد. ويعتقد ماكرون أن الاتفاق الذي تم التفاوض عليه منذ فترة طويلة قد أصبح قديما جزئيا ولا يفرض نفس القواعد المطبقة في الاتحاد الأوروبي على المزارعين أو رجال الصناعة في تجمع ميركوسور. وقال ماكرون لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه سيكون من المستحيل إبرام الاتفاقية في الوقت الحالي في ضوء احتجاجات المزارعين التي ضربت دولا أوروبية أخرى مثل ألمانيا، وفقا لقصر الإليزيه. ويفترض الفرنسيون أن المفوضية وجهت مفاوضيها بوقف المحادثات الراهنة في البرازيل. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء في وقت سابق أن رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال عقد اجتماعا جديدا مع قادة النقابات مساء أمس الإثنين، بعد إخفاق التنازلات التي قدمها في الأيام الثلاثة السابقة في وضع حد للاضطرابات التي بدأت قبل نحو أسبوعين. ونقلت بلومبرج عن مزارع فرنسي 35 عاما، يدعى باتريك ماير نصب خيمة في ضواحي باريس، قوله لقناة "بي أف إم" الإخبارية التليفزيونية: "لدينا نظام لا يعمل.. نحن في وضع سيء.. إننا مصرون على البقاء حتى يستجيبوا لنا". وقال ماير إنه قاد جراره لأكثر من 470 كيلومترا (292 ميلا) من منطقة الألزاس بشمال شرق فرنسا. ويشار إلى أن فرنسا هي أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي، بنحو 100 مليار يورو (108 مليار دولار) سنويا، أو حوالي 18٪ من إجمالي الإنتاج. ويلقي أتال، المعين حديثا، خطابا أمام البرلمان الفرنسي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، ويتوقع أن يحدد خلاله الأولويات وخطط الإصلاح للأشهر المقبلة. ومن المتوقع أن تلقي الاحتجاجات بظلالها على الخطاب.