قال الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة بذلت جهودًا خلال 2023 في تأسيس خطاب ديني جديد، باعتبار الجامعة واحدة من المؤسسات العقلانية التي يقع عليها دور كبير في مشروع بناء الإنسان الحديث. وأضاف الخشت، خلال كشف حصاد 2023 جامعة القاهرة، أن الجامعة مستمرة في تأسيس خطاب ديني جديد والعودة إلى المنابع الصافية، من خلال تطوير علوم الدين، وتفعيل دورها الفكري على المستوى المحلي والعالمي، ووقعت جامعة القاهرة ممثلة في كلية الدراسات الأفريقية العليا مع وزارة الأوقاف بروتوكول تعاون للإعداد والتدريب الجيد للأئمة الموفدين إلى أفريقيا وتطوير العقل الديني ونشر الفكر الإسلامي المستنير. وأشار إلى أن الجامعة استضافت محاضرة تذكارية ألقاها الدكتور محمد بن بد الكريم العيسي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة كبار علماء المسلمين، حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"، ومنح الشيخ العيسى"النخلة الذهبية" رمز المملكة للأستاذ الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، تقديراً لدوره البارز في تجديد الخطاب الديني والفكر الإسلامي وتمنحها الرابطة لكبار الشخصيات العالمية، وسبق منحها للملك تشارلز ملك بريطانيا. وكشف تفاصيل إطلاق مشروع جديد لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية، تتعلق مجالاته بالقضايا القومية، ومعالجة التحديات التي تواجه المجتمع المصري، وتطوير الدراسات الإسلامية والأدبيّة وتأسيس خطاب ديني جديد ، كإحدى مبادرات ومشاريع الخطة الاستراتيجية للجامعة على طريق العالمية وسد الفجوة المعرفية والتي تتضمن تشجيع البحوث المبتكرة في جميع التخصصات العلمية والتطبيقية والإنسانية، حيث يغطي المشروع مجالات علمية مختلفة من بينها الفكر العربي والإسلامي، وفلسفة الدين، وعلوم اللغة والأدب، وعلم الدين المقارن وعلم الاجتماع، ويتناول المشروع عددا من ملفات التحديات القومية وهي تطوير الخطاب الديني، وتطوير الفكر العربي والإسلامي، وآليات تنفيذية لاستئناف عملية النهضة، وآليات جديدة للوحدة العربية، وسيناريوهات مستقبل النظام العالمي وطرق التعامل معها، والحياة الكريمة وتطوير العشوائيات، والأزمات الاقتصادية العالمية وتأثيرها، والصراعات الدولية وتأثيرها، وملفات أخرى متعددة. وقال الدكتور محمد الخشت، إن الجامعة تعمل حاليًا على إنشاء كرسي لتطوير علوم الدين، مؤكداً أن الجامعة تجاوزت مسألة تصحيح الخطاب المتطرف إلى محاولات متعددة لصياغة وتأسيس خطاب ديني جديد ينشر ظلاله على المجتمعات العربية والإسلامية ويلبي مطالب العصر في مواجهة الأفكار الظلامية ومحاولات إفساد حياة البشر وتشويه دينهم بما هو منه براء، مشيرا إلى أن الربط بين الدين والتنمية المستدامة وإعمار الكون وسعادة الإنسان مطلب ملح وحاسم في حتمية التجديد الهادف إلى ترسيخ واقع الدين بما يتضمنه من الصفح والتسامح والتيسير وقبول الآخر وإعلاء قيم المواطنة والتصالح والسلام النفسي والتعايش بين كل شعوب الأرض.