قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية محمود الهباش، إن الولاياتالمتحدة لم تطرح خلال زيارة جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبوع الماضي إلى رام الله مع السلطة الفلسطينية مسألة تعيين نائب للرئيس محمود عباس، مؤكدا أن هذا الأمر شأن فلسطيني محض ولا يمكن لأحد أن يمليه على الفلسطينيين. وأكد مستشار الرئيس، أن هذا الملف لم يُطرح في أي من لقاءات القيادة الفلسطينية مع المبعوثين الأمريكيين. وأوضح الهباش، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن السلطة الفلسطينية تسعى دوما لإجراء إصلاحات وهي لا تحتاج إلى أحد يقول لها كيف تكون قادرة على الاضطلاع بمسئولياتها. وأضاف الهباش: "هذا أمر فلسطيني خالص، ولسنا بحاجة إلى أن يقول لنا أي شخص إن السلطة بحاجة لتقوية أو إصلاح، فنحن نسعى دوما للتطوير من أداء السلطة والحكومة من أجل الوصول إلى الوضع الأمثل لإدارة المشهد الفلسطيني وإدارة الحياة الفلسطينية وتحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في هذه الإدارة". - قضايا داخلية وأشار الهباش إلى أن تعيين نائب للرئيس هي قضية يبحثها الفلسطينيون من خلال المجلسين الوطني والمركزي في ظل غياب المجلس التشريعي، مؤكدا أن هذه القضية لم تُناقش حتى على الصعيد الداخلي. وقال الهباش إن ما تركز عليه القيادة الفلسطينية حاليا هو وقف الحرب على قطاع غزة وهو أمر يحتل الأولوية. وأضاف "أولويتنا وقف المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزة أو الضفة الغربية.. الوضع خطير جدا ولا يمكن أن يكون منطقي أو أخلاقي ولا حتى سياسي أن نتجاهل ما يجري في غزة من مذبحة وننشغل بمناقشة قضايا ذات طابع إجرائي او إداري قبل التأكد من توفير الحماية لشعبنا". ونوه الهباش إلى أنه قبل اندلاع الحرب، أصدر الرئيس عدة قرارات تتعلق بتنشيط عمل السلطة والحكومة وتحقيق إصلاحات ومنها التوجه إلى عقد انتخابات فلسطينية تشريعية ورئاسية لكن إسرائيل عطلتها من خلال منع إجراءها في القدس. - الابتزاز المالي وشدد الهباش على رفض أي ربط بين حصول الفلسطينيين على أموالهم التي تجبيها إسرائيل من عائدات الضرائب الفلسطينية وبين أي إجراءات أخرى يجب القيام بها على الأرض. وشدد الهباش على أن الرئيس عباس في مباحثاته مع المسئولين الأمريكيين وآخرهم جيك سوليفان حذر من نتائج استمرار إسرائيل في مخططها لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتحدث عن الوضع الإنساني في قطاع غزة وكل ما له علاقة بحياة الشعب. وتابع "حذر الرئيس من استمرار إسرائيل في حجز الأموال، وأكد أنه ستكون هناك مواقف وقرارات فلسطينية في هذا الموضوع". وأشار الهباش إلى أن القيادة الفلسطينية لم تسمع أية مقترحات عملية من الولاياتالمتحدة وقال "كل ما يقولوه لنا حديث عام وفي أساسه يمثل أولوية بالنسبة لنا، ولا نحتاج إلى من يقول لنا إن هناك حاجة لوجود حيوية في الحكم، والرئيس له صلاحية أن يقرر من يكون في المسئولية ومن لا يكون، وفقا للقانون الفلسطيني". وأكد الهباش أن الحكومة هي حكومة الرئيس، وتمارس دورها ووظيفتها وفق القانون، وذلك ردا على تسريبات وصفها مستشار الرئيس "بالمفبركة" تقول إن الأميركيين طلبوا من الرئيس أبو مازن إعطاء صلاحيات أوسع للحكومة التنفيذية . وقال "لم يطلب أحد تعديل هذه الصلاحيات ولا نقبل من أحد أن يفرض علينا إملاءات أو شروط. والرئيس في كل اللقاءات التي عقدها مع الأمريكيين كان ولا زال يركز على أربع أولويات هي وقف الحرب ومنع التهجير وتحسين الوضع الإنساني والإغاثي والذهاب نحو حل سياسي ينهي الاحتلال ويضمن تحييد الدولة الفلسطينية وفق الشرعية الدولية". وأكد الهباش أن منظمة التحرير الفلسطينية تعرف ماذا عليها أن تفعل في مسار محدد واضح الأهداف وواضح المسئوليات وهو مسار فلسطيني يقدم المصلحة الفلسطينية ويلبي الاحتياجات. ورفض الهباش الكشف عن أية تفاصيل في هذا الموضوع الذي يتضمن وفق حديثه تفاصيل تتعلق بتطوير عمل السلطة الفلسطينية. وقال مستشار محمود عباس إن أي إجراءات ستٌنفذ على الأرض ستكون بقرار فلسطيني وترتبط بتطورات الوضع ووقف الحرب وقال "كل خطوة تالية مرتبطة بنجاحنا في نقطة البداية وهي وقف العدوان ووقف الحرب و الدم أولا قبل وكل شيء". وأضاف "لدينا رؤية تقوم على تقييم ما يجري في المشهد الفلسطيني بشكل عام ونريد جرد حساب كامل وترتيب بيتنا الداخلي ولكن لا يمكن ان ننشغل بهذا ولا زلنا عالقين بنقطة البداية وهي استمرار العدوان". وأضاف "ليس هناك أحد منزه عن الخطأ ولا يوجد أحد فوق النقد"، مؤكدا أنه يجب أن تكون مراجعات وتقييم وإعادة تفكير . وأكد الهباش أن معظم ما يتم تسريبه على لسان مصادر أمريكية بشأن طبيعة المحادثات مع الرئيس عباس غير دقيق ولم يتم نقاشه مع الرئيس. ويوم الأحد، نقل موقع أكسيوس عن مسئولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن اقترحت على رئيس السلطة الفلسطينية إعادة تنشيط أفراد قواتها الأمنية في غزة، وإعداد قوة أمن محلية لإدارة القطاع بعد نهاية الحرب. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في مؤتمر صحفي إن جيك سوليفان بحث مع عباس الوضع في غزة ما بعد الحرب وقضايا الحكم وضرورة وجود سلطة فلسطينية تحقق إصلاحات وتعزز مبدأي المسئولية والمساءلة.