تحت زعم أن إسرائيل تدافع عن نفسها، تهربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من إدانة جيش الاحتلال على استمرار ارتكاب الجرائم في قطاع غزة، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الذي ينص على وقف إطلاق النار في غزة وهو القرار الذي ينص على إطلاق سراح المحتجزين. وخلال مقابلة مع قناة "دويتشه فيله"، سأل الإعلامي جعفر عبد الكريم مقدم برنامج "جعفر توك"، عما إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الدولي لرفضها وقف إطلاق النار في غزة لعدة أيام بسبب الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة مع إطلاق سراح المحتجزين. وأجابت الوزيرة الألمانية بالقول إنّ موقفها في هذا الإطار يتفق ما يدعو مجلس الأمن، رافضة اتهام ألمانيا بأنها تمارس حالة من ازدواجية المعايير، واصفة ذلك بالأمر غير الصحيح. وأضافت أن بلادها ظلّت تكافح من أجل وقف إطلاق النار خلال الأسابيع الماضية، باعتبار ذلك الطريقة الوحيدة للتخفيف من وطأة الوضع الإنساني. ووصفت قرار مجلس الأمن بأنه مهم للغاية، متحدثة عن مواصلة العمل على تحقيق ذلك دون توقف. وفيما جدّد مقدم البرنامج القول إن إسرائيل لا تلتزم بهذا القرار، وسألها ثانية عما إذا كانت إسرائيل تخرق القانون الدولي، وذلك بعدما لوحظ أن الوزيرة تهربت في المرة الأولى. ردّت الوزيرة هذه المرة، قائلة إن الوضع معقد جدا واعتبرت أن الأمر ليس بهذه السهولة. وفي محاولة لتبرير الجرائم الإسرائيلية، وجهت الوزيرة الألمانية دفة الحديث عن حركة حماس قائلة: "هناك منظمة إرهابية تخرق القانون الدولي، عندما تستخدم المدنيين كدروع بشرية فهذا خرق للقانون الدولي". فكرر المذيع سؤاله للمرة الثالثة، قائلا إن حديثه عن إسرائيل وما إذا كان على إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي. صمتت الوزيرة الألمانية، لثوان ثم بررت الجرائم الإسرائيلية بزعم أن دولة الاحتلال تحاول حماية المدنيين قدر الإمكان، على حد تعبيرها. وتحدثت عن أن بلادها تعمل على مدار الساعة لتحقيق ذلك مع الحكومة الإسرائيلية بهدف تخفيف حدة الوضع الإنساني في غزة قدر الإمكان. واستدكت بالقول إن الوضع معقد ويمثل معضلة كبيرة، وحملت حركة حماس المسئولية بزعم أنها تستخدم مستشفيات ومدارس كمواقع عسكرية، على حد إدعائها. وادعت أنها بذلت كل ما بوسعها طوال الأسابيع الماضية للدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة لفترات طويلة تمتد لعدة أيام، لكن عدم التوصل إلى ذلك يؤكد تعقيدات الأمر. View this post on Instagram A post shared by DW عربية (@dw_arabic) يُشار إلى أنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، قدّمت الدول الغربية شيكا على بياض لإسرائيل ووفرت لها غطاء لارتكاب المجازر في غزة، تحت ذريعة ما سمّاها المسئولون الغربيون "دفاع إسرائيل عن نفسها". ونشرت إسرائيل صورا مزعومة لقتلاها في عملية طوفان الأقصى وكالت اتهامات للمقاومة الفلسطينية بأنها ارتكبت جرائم حرب ضد النساء والأطفال، من دون أن تُقدّم دليلا على ذلك، لكن هذه الصور استخدمتها للحصول على تأشيرة مجازرها في غزة. إلا أنّ الصور المأساوية لأطفال غزة التي وثّقت حجم المجازر الإسرائيلية في غزة، دحضت أكذوبة دفاع إسرائيل عن نفسها، وفضحت ازدواجية الغرب وأحرجت مسئوليه.