شارع صلاح الدين.. حلقة وصل استراتيجية تربط غزة

على مدى الساعات القليلة الماضية، احتل اسم شارع صلاح الدين بقطاع غزة صدارة التغطيات الإخبارية حول مستجدات التطورات الميدانية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد أنباء عن توغل دبابات الاحتلال في الشارع ذو الموقع الاستراتيجي، فيما أكدت المقاومة الفلسطينية لاحقا تمكنها من إجبار قوات الاحتلال على التراجع.
* شارع استراتيجي
ويعتبر شارع صلاح الدين أحد الشوارع الرئيسية والمهمة في قطاع غزة، كونه الخط الرئيس الذي يتنقل خلاله السكان من أقصى جنوب القطاع حتى شماله مرورًا بالمنطقة الوسطى.
ويبلغ طول هذا الشارع، الذي سمي تيمّنا بالقائد المسلم "محرر القدس"، صلاح الدين الأيوبي، 45 كيلومترا وهو أحد الشوارع الإستراتيجية في غزة، حيث يمتد على طول القطاع ابتداء من معبر رفح في الجنوب وحتى معبر إيرز في الشمال.
* رواية شهود عيان
"دبابات إسرائيلية دخلت، حيا على أطراف مدينة غزة، وقطعت الطريق الرئيسي بين شمال القطاع وجنوبه"، هكذا جاءت البداية حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان، أشاروا أيضا إلى أن "الدبابات وصلت أطراف حي الزيتون في مدينة غزة".
وأوضح أحد الشهود: "قاموا (الاحتلال) بقطع شارع صلاح الدين، يطلقون النار باتجاه أي سيارة تمر هناك".
* صمت إسرائيلي
في غضون ذلك، رفض متحدث باسم الجيش الاحتلال التعليق على التقارير حول توغل إسرائيلي تجاه شارع صلاح الدين، مضيفا: "لن نؤكد مواقع القوات الإسرائيلية في غزة حتى لو ظهرت مواد على وسائل التواصل الاجتماعي".
وبعد فترة وجيزة، أفاد متحدث أخر باسم جيش الاحتلال قد صرح -في إيجاز صحفي بتل أبيب- بأن الجيش ينفذ هجوما بالمدرعات، مضيفا أن العمليات ستتعمق داخل قطاع غزة، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
* تصدي فلسطيني
في المقابل، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانا تفصيليا حول ما حدث في شارع صلاح الدين.
وقال رئيس المكتب، سلامة معروف، في البيان إن "ما جرى هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك".
وأضاف: "قامت هذه الآليات باستهداف سيارتين مدنيتين على شارع صلاح الدين، وإحداث تجريف في الشارع قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع".
وأشار إلى أنه"لا يوجد حالياً أي وُجود لآليات جيش الاحتلال على شارع صلاح الدين، وعادت حركة المواطنين إلى طبيعتها عليه".
ومنذ 24 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، مما أدي لاستشهاد أكثر من 8005 فلسطينيين، بينهم 3324 طفلا و2062 امرأة و460 مسنا، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد 114 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الحالي، كما يشن جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 2000 فلسطيني، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.