عربت منظمة الصحة العالمية في وقت متأخر من يوم الخميس عن الأمل في السماح لكمية محدودة من المساعدات الطبية الحيوية بالتدفق إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر خلال الساعات المقبلة. وتحولت رفح إلى نقطة محورية في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في الوقت الذي تصاعدت فيه الأزمة الإنسانية في غزة، التي يحتاج المدنيون فيها بشكل عاجل إلى الغذاء والدواء والوقود والمياه. وأغلقت إسرائيل حدودها مع الأراضي الفلسطينية التي تديرها حركة حماس، ووضعتها تحت حصار كامل. ولا يزال معبر رفح، المعبر الوحيد بين غزة ومصر، مغلقا على الرغم من الدعوات المتزايدة لمصر وإسرائيل بالسماح بإيصال المساعدات. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع فتح معبر رفح أمام توصيل المساعدات الطبية اليوم الجمعة، وهو الإطار الزمني الذي ذكرته الولاياتالمتحدة أيضا. وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في جنيف يوم الخميس: "شاحناتنا محملة ومستعدة للتحرك. نعمل مع الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لتوصيل الإمدادات إلى غزة بمجرد فتح معبر رفح، على أمل أن يكون هذا غدا (الجمعة)". وقالت تيريزا زكريا، مسؤولة طب الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة لديها خمس شاحنات مملوءة بالإمدادات في مصر قرب غزة، مضيفة أنه يجري إعداد أطنان إضافية من المساعدات. وقالت منظمة الصحة العالمية إن أدوية المصابين بأمراض مزمنة ومواد التخدير والحقن الوريدية والمسكنات وضمادات الجروح وإمدادات لحالات الأطراف المبتورة كانت في طريقها إلى غزة. وأعربت منظمات دولية وقوى سياسية أخرى، مثل الاتحاد الأوروبي، عن استعدادها أيضا لتقديم الإمدادات المنقذة للحياة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وافق على فتح المعبر واتفقا على "السماح في البداية بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة". وتصطف نحو 165 شاحنة مساعدات على الجانب المصري من الحدود مع غزة. وقصفت إسرائيل القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان بغارات جوية منذ الهجمات التي نفذها مقاتلو حماس في البلدات الحدودية الإسرائيلية وفي مهرجان موسيقي في 7 تشرين الأول/أكتوبر، خلفت أكثر من 1400 قتيل، غالبيتهم العظمى من المدنيين. واحتجزت حماس أيضا ما لا يقل عن 203 رهائن ونقلتهم إلى غزة، بما في ذلك العديد من الأجانب ومزدوجي الجنسية، وفقا لأرقام جديدة قدمها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس. وقتل ما لا يقل عن 3785 شخصا في غزة في القصف الجوي الإسرائيلي الانتقامي حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة. وذكر ريك بيبركورن، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في فلسطين أن: "وضع الوقود في غاية الخطورة". وأشار إلى أن جميع المستشفيات لم تعد صالحة للتشغيل بصورة كاملة نظرا لنقص الوقود. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية: "ما لم يتم السماح بدخول إمدادات (الوقود) قريبا جدا، فستكون هناك مأساة في غزة، وهذا ما نخشاه". يشار إلى أن الحرب مهيأة للتصعيد أكثر مع استعداد إسرائيل لهجوم بري وشيك يهدف إلى القضاء التام على حركة حماس الإسلامية في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن المسلحين الفلسطينيين في غزة استأنفوا قصف المستوطنات الإسرائيلية بعد توقف دام حوالي 15 ساعة. ودوت صفارات الإنذار مرة أخرى في مدينة عسقلان الساحلية وفي البلدات الحدودية. كما تم قصف مئات من أهداف حماس في غزة خلال 24 ساعة، وفقا لما قاله الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك منصات الإطلاق والأنفاق والبنية التحتية الاستخباراتية ومراكز القيادة. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه تم أيضا إصابة العشرات من قاذفات القنابل اليدوية. وفي الشمال، تعرضت إسرائيل أيضا لهجوم يوم الخميس من قبل مسلحين في لبنان. وكثف مقاتلو حزب الله الموالي لإيران ومسلحو كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، هجماتهم على شمال إسرائيل بوابل من إطلاق الصواريخ. وفي بلدة كريات شمونة الحدودية الإسرائيلية، أصيب ثلاثة أشخاص في انفجار، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات، وفقا لخدمة نجمة داود الحمراء الإسرائيلية للإنقاذ. وقالت إسرائيل إنها استهدفت مصادر إطلاق الصواريخ. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في لبنان "اليونيفيل" مساء الخميس، مقتل شخص واحد في لبنان. وكان الجيش اللبناني قد طلب من قوة الأممالمتحدة إجلاء سبعة أشخاص تقطعت بهم السبل بالقرب من المنطقة الحدودية خلال تبادل إطلاق النار عبر الحدود. وقالت اليونيفيل إنها دعت الجيش الإسرائيلي إلى وقف إطلاق النار لتسهيل عملية الإنقاذ. وتوقف القصف وتم إنقاذ الناس. وأضافت: "من المؤسف أن شخصا توفي في هذا الحادث وتم إنقاذ الآخرين بنجاح".