- اللواء سمير فرج: نتعرض اليوم لحروب الجيل الرابع والخامس لإسقاط الدولة المصرية استضافت كلية الإعلام جامعة القاهرة المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج، في ندوة احتفالية بذكرى نصر أكتوبر تحت عنوان "خمسون عامًا من صيحة أكتوبر لصحوة العمل". واستعرض اللواء سمير فرج، المراحل التاريخية لحرب أكتوبر منذ بداية وقوع نكسة يونيو 1967، وأزمة احتلال إسرائيل لمنطقة سيناء، مستعرضا تاريخية فكرة بناء خط بارليف على خط المواجهة مع العدو بقناة السويس والذي بلغ طول 180 كيلومترا، وتكون من 35 نقطة حصينة، مشيرا إلى أن كل هذه النقاط بها خزانات نابالم حارقة تعيق حركة الجنود المصريين وفقا للمعتقد العسكري الإسرائيلي من العبور للضفة الشرقية لقناة السويس. ونوه إلى أن مصر وجنودها اعتبروا أن معركة استعادة الأرض مصير ومستقبل حياة الأمة، لأن الأرض عرض، موضحا أن خط بارليف كان مرعبا للجميع وخاصة فكرة كيفية العبور منه كانت الشغل الشاغل، حتى جاءت فكرة الضابط مهندس باقى زكي، لفتح الثغرات في الساتر الترابي لعبور القوات والمعدات. وتعرض الخبير الاستراتيجي إلى معركة المنصورة الجوية في حرب أكتوبر، والتي كشف منها اللواء سمير فرج أنها تدرس في العديد من الأكاديميات العسكرية الكبرى، حيث شارك فيها 200 طيارة من إسرائيل ومصر، واستمرت 53 دقيقة وأسقط خلالها 17 طائرة من إسرائيل، و5 طائرات فقط من مصر منهم 3 طائرات بسبب نفاد الوقود. وقال فرج إن حرب الاستنزاف بدأت في أكتوبر 1967، بحدث رفع الروح المعنوية، هو إغراق المدمرة إيلات أكبر قطعة بحرية في إسرائيل، لافتا إلى أن إغراق إيلات غير تاريخ الفكر العسكري في العالم، فمنذ أن أغرقت هذه المدمرة لم يعد العالم يصنع مدمرات وبوارج وتغير فكر التسليح، قائلا إنها ما زالت حتى الآن موجودة أمام سواحل بورسعيد. واسترجع إنجازات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف، حيث استهدف الجيش المصري بناء على توجيهات الرئيس جمال عبد الناصر، الحفار الذي أرادت إسرائيل من ورائه التنقيب عن البترول في خليج السويس، وأنتج حوله مسلسل، فكانت إسرائيل ستحصل عليه من النرويج، لكن نجحت مصر في تفجيره قبالة ساحل أبيدجان في ساحل العاج. وتعرض إلى معركة رأس العش والتي مثلت نقطة تحول في الطريق إلى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، مشددا على أنه «بدون حرب الاستنزاف لم نكن لننجح في حرب أكتوبر». وأشار إلى أنه عند عبور خط بارليف كان يقف الساتر الترابي بارتفاع 20 مترا وكانت هناك صعوبة كبيرة في عبور الدبابات، ليقترح المهندس زكي باقي فكرة المضخات، موضحا أن التحدي الأخر كان امتلاء الساتر الترابي بأنابيب النابالم، ومن ضمن التضحيات أن أحد الجنود استشهد وهو يسد بصدره واحدة من أنابيب النابالم وكان يعلم وهو يفعل ذلك أنه سيستشهد. ولفت إلى أن الفريق سعد الدين الشاذلي قائد عسكري عظيم ضمن قادة نصر أكتوبر، فهو من خطط لعبور قناة السويس، ودرس للضباط والجنود مخطط العبور من خلال الاثنى عشر موجة للجنود العابرين ووضع التوجيه 41، قائلا لولاه ما كنا عبرنا، فهو صاحب أفكار السلالم الحبال، وكيفية عبور المشاة الساتر الترابي وسترات العساكر. وأردف أن الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض يعد مع نماذج قادة حرب أكتوبر، علامة فريدة على العسكرية المصرية؛ قائلا: «شهدت بنفسي أنه كان يتفقد بشكل دوري الخطوط الأمامية للجبهة، ولم يحدث في التاريخ أن استشهد رئيس أركان على الخط الأول للمواجهة إلا الجنرال الذهبي. لتنظم له أكبر جنازة شعبية». وتعرض المفكر الاستراتيجي لأزمة تهجير مدن قناة السويس، موضحا أنها من الأحداث الشاهدة على عظمة الشعب المصري؛ حيث استجاب المصريين لطلب تهجيرهم حماية لهم لحين حل أزمة احتلال الأرض، مثمنا استجابة الشعب المصري وعدم احتجاجه، وثقته في القيادة السياسية في ظل ظروف الحرب. وأوضح أن جيش الاحتلال كان على ثقة من فوز قواته بالحرب في أي وقت؛ بسبب عدد القوات الكبير والتسليح الحديث، مؤكدا أنهم تفاجأوا بما حدث من صدمة لهم في أكتوبر المجيدة 1973. وتابع المفكر الاستراتيجي: "رئيسة الوزراء الإسرائيلي حينها أمرت بتشكيل لجنة تقصي حقائق (لجنة أجرانات) برئاسة رئيس المحكمة العليا، عقب الهزيمة، وقد انعقدت أولى لقاءاتها في 21 نوفمبر 1973، وصدر عنها تقريرا وصل ل1500 ورقة، لكنه مُنع من النشر". وأوضح اللواء سمير فرج أن أول قرار بعد حرب أكتوبر 1973 كان عزل دافيد عازر، قائد الجيش ورئيس الأركان الإسرائيلي، ومنعه من تولي أي وظيفة بسبب تقصيره، منوها إلى أن التقرير تغاضى عن تقصير المخابرات في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أن «جولد مائير» لم تعلن التعبئة. واختتم اللواء المفكر الاستراتيجي حديثه بنصيحة الطلاب: "نتعرض اليوم لحروب الجيل الرابع والخامس واستهداف الشباب لإسقاط الدولة المصرية، من خلال الشائعات والسوشيال ميديا"، داعيًا الطلاب بعدم النظر للشائعات التي تستهدف الدولة ومساندة مصر ضد الحملة الشرسة حتى استكمال النهوض بالدولة. من جهتها، أوضحت الدكتورة حنان جنيد، عميدة كلية الإعلام، أن نصر أكتوبر هو حدث جلل في تاريخ مصر، والتي أشادت بها دول العالم في كيفية حصولها على أرض سيناء، مشيرة إلى أن ذكرى نصر أكتوبر 1973 تشير إلى ضرورة التمسك بالوطن وبترابه، وأن مصر لا تتنازل عن أرضها وتدافع عن كل بقعة في ترابها، مشيرة إلى أن مصر طوال فترة تاريخها الحديث، تتوقف أمام لحظة استعادة نصر أكتوبر بما يمثله من استعادة التراب المصري وسيادة مصر أمام غطرسة العدو المحتل لأرضها. ودعت عميدة الكلية إلى استلهام العظة والعبرة من نصر أكتوبر من خلال الاتجاه نحو دعم التنمية والبناء والجهود التنموية التي تبذلها الدولة، ومشيرة إلى أن معركة العبور لاستعادة الأرض هي الأساس الذي يمكن أن يتم بناء عليه استكمال مسيرة البناء والتعمير، وأن جهود استعادة أرض سيناء شهدت التضحيات ودفع المصريين فيها الثمن غاليا مع الجيش المصري لأجل الوصول إلى مرحلة العبور والنصر.