قال عضو في البرلمان المغربي، اليوم، إن أول ما سيتم العمل عليه في إطار عملية إعادة الإعمار بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة هي المؤسسات التعليمية ثم المستشفيات. وذكر حسن أومريبط، عضو لجنة التعليم بالبرلمان المغربي، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، أن هناك عدة حلول ستوفرها وزارة التربية الوطنية للتلاميذ الذين تضررت مدارسهم جراء الزلزال. وأوضح أنه بالنسبة لطلاب المدارس الابتدائية "ستنصب لهم مجموعة من الخيام الكبيرة تستوعب التلاميذ في كل وحدة مدرسية". وتابع قائلا "بالنسبة لتلاميذ الثانوي والإعدادي، فقد تم نقلهم إلى مؤسسات تعليمية تتوفر فيها داخليات (مدارس داخلية)، وبالتالي ستخصص ميزانية إضافية لهذه الداخليات لاستيعاب هؤلاء التلاميذ". وأشار البرلماني المغربي إلى أن الطلاب المتضررين سينقلون إلى مراكش "لأن بها مؤسسات تعليمية قادرة على استيعاب كل هذه الأعداد". وكانت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية نقلت عن السلطات التعليمية في إقليم الحوز، الأكثر تضررا من الزلزال، القول إن هناك مبادرة لنقل آلاف التلاميذ للدراسة في مراكش. وضرب الزلزال إقليم الحوز وسط المغرب مساء يوم الجمعة التاسع من سبتمبر بعد أسابيع قليلة من عودة التلاميذ إلى المدارس، مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين وتسبب في إرباك العام الدراسي. ويعد الزلزال الأخير هو الأعنف من نوعه الذي يضرب المغرب منذ عام 2004، حين سقط ما يقرب من 630 قتيلا إثر زلزال بقوة 6.3 درجة في مدينة الحسيمة بشمال المملكة. * ميزانية استثنائية أشار أومريبط إلى أنه تم توسيع القدرة الإيوائية للمدارس الداخلية المستقبلة للطلاب المتضررين، وتخصيص ميزانية استثنائية لتوفير السكن والمعيشة لهم في هذه المؤسسات. وعن مدى تحمل الخيام وإمكانية صمودها خلال فصل الشتاء المقبل، لفت أومريبط إلى أن نصب تلك الخيام ليس سوى "حل مؤقت" لتلك المشكلة. وأكد عضو البرلمان أن هذا الحل المؤقت "سيتم تجاوزه قريبا"، لافتا إلى أنه سيتم نقل الطلاب من الخيام إلى فصولهم الجديدة قبل حلول الشتاء. وقال أومريبط إن وزارة التعليم، والدولة بشكل عام، منحت أولوية كبرى لإعادة إعمار المدارس في أعقاب الزلزال. ووفقا لبيان صادر عن مديرية التربية في إقليم الحوز، من المنتظر أن تشمل هذه المبادرة على الصعيد الإقليمي نحو ستة آلاف تلميذ مسجلين في ست مؤسسات تعليمية. وفي حديثه إلى وكالة أنباء العالم العربي، أشار أومريبط إلى أن المدارس المتضررة في المناطق المنكوبة لاسيما الابتدائية منها خصصت لها "ميزانية استثنائية" من وزارة التربية بقصد تسريع وإعادة البناء. وأوضح أن هناك مدارس تعرضت إلى دمار جزئي فقط ستتم الاستعانة بها في إطار "إعادة البرمجة"، والتي قال إنها تعني تقسيم الطلاب إلى مجموعات مختلفة تدرس بالتناوب خلال فترات زمنية متتالية، مما سيتطلب تقليص الوقت المخصص لتدريس بعض المواد. وبشأن الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء المدارس المهدمة، قال أومريبط إن "التمويل جاهز بالنسبة لمؤسسات المرافق العمومية"، مؤكدا صدور "تعليمات صارمة من أجل تسريع وتيرة العودة إلى الحياة الطبيعية". وذكر البرلماني المغربي أن جميع التلاميذ المتضررين من إقليم الحوز، مشيرا إلى أن مدارس إقليم تارودانت الذي تعرض للزلزال أيضا لم تتضرر بشكل كبير.
