سيرة ذاتية جديدة عن حياة «أغنى رجل في العالم» تتربع على قوائم أمازون لأفضل الكتب مبيعا

يخشى على البشر من ظهور أنظمة ذكاء اصطناعي وعدم السماح بحرية الرأي..

• يرى أن زيادة تعداد البشر هى الحل الوحيد لمواجهة الوحش الرقمى القادم الذى ينمو بشكل سريع ومخيف
صدر فى الثانى عشر من شهر سبتمبر الحالى سيرة ذاتية جديدة بعنوان «إيلون ماسك» عن دار نشر «سيمون آند تشوستر» للكاتب الصحفى الأمريكى والتر إيزاكسون مؤلف السيرة الذاتية الأكثر مبيعًا للمؤسس المشارك لشركة أبل ستيف جوبز.
وقد نقل «إيزاكسون» من خلال الكتاب الجديد تفاصيل حياة أغنى رجل فى العالم حاليًا رجل الأعمال والمهندس والمستثمر والمخترع الكندى الحاصل على الجنسية الأمريكية إيلون ماسك بعد أن سمح له «ماسك» بالإطلاع على العديد من تفاصيل حياته العملية والشخصية لنقلها للقراء بمنتهى الصدق.
وفى السطور القليلة القادمة تستعرض «الشروق» أبرز النقاط التى وردت عبر كتاب السيرة الذاتية الجديد الذى تربّع على عرش موقع «أمازون» لأفضل الكتب مبيعًا هذا الأسبوع والمتوقع أن يحقق نجاحًا ضخمًا والذى قامت صحيفة «الجارديان» البريطانية بمراجعة أهم تفاصيله:
1 علاقة «ماسك» الصعبة بوالده
قال «إيزاكسون» إن «ماسك»، البالغ من العمر الآن 52 عامًا، وُلد ونشأ فى جنوب أفريقيا، وعانى طيلة حياته من علاقة مشحونة ومتوترة مع والده «إيرول»، الذى كان يعمل مهندسًا، وأضاف «إيزاكسون» أن «إيرول» كان يخرج «أسوأ ما فى إيلون».
كما قال «كيمبال» شقيق «ماسك» الأصغر، إن أسوأ ذكرى فى حياته كانت مشاهدة أبيهم «إيرول» يوبخ «ماسك» بعد دخوله المستشفى بعد شجار فى المدرسة، ولا يزال «ماسك» يخضع لعمليات جراحية تصحيحية فى العظام بسبب الإصابات التى لحقت به من جرّاء شجارات المدرسة القديمة بعد عقود من الزمن، ولم يؤازره والده فى هذا الأمر إطلاقًا بل كان دائم التعنيف له بسبب تلك الشجارات.
ووصف كلا الشقيقين «ماسك» و«كيمبال» المنفصلين عن والدهما حاليًا والدهما «إيرول» بأنه «كاذب» و«عصبى ومتقلب المزاج للغاية»، وهو الأمر الذى شكّل فى النهاية الصلابة الجسدية والعاطفية» لدى أبنائه، حيث كشفت الفنانة الكندية «جرايمز»، وهى أم لثلاثة من أبناء «ماسك» العشرة، إن الطفولة الصعبة التى عاشها «ماسك» ساهمت بشكل مباشر فى بناء شخصيته القوية وفى دفعه للنجاح لأنه لم يكن ليتقبل مرارة الفشل بعد كل تلك الشدائد والآلام النفسية التى عانى منها فى طفولته.
2 الثقافات التى لا تسمح بحرية الرأى والفكر والتعبير ستعرقلنا عن بناء حضارة خارج كوكب الأرض
أخبر «ماسك« «إيزاكسون» قبل وقت قصير من توليه موقع «تويتر»، أو X كما يطلق عليه الآن، أن فيروس «العقل المستيقظ» كما أسماه وهو مصطلح اخترعه «ماسك» بغرض إهانة السياسات القمعية والثقافات التى لا تسمح بحرية التعبير من شأنه أن يمنع الاستيطان خارج الكوكب (وهو أحد اهتمامات «ماسك» الكبرى)، وقال «ماسك»: «ما لم يتم إيقاف فيروس العقل المستيقظ، والذى هو فى الأساس مناهض للعلم، ومعادٍ للتقدم، ومعادٍ للإنسان بشكل عام، فلن نخطو خطوة واحدة فى سباق بناء حضارة خارج حدود هذا الكوكب».
3 تفاصيل عملية استحواذ «ماسك» على تطبيق «تويتر»
قام «ماسك» بطرد الفريق التنفيذى لتطبيق «تويتر» بمجرد الانتهاء من عملية الاستحواذ عليه فى أكتوبر من العام الماضى؛ فعندما اشترى «ماسك» حصة كبيرة فى «تويتر» قبل عدة أشهر، وافق على مقابلة الرئيس التنفيذى باراج أجراوال، وكان انطباعه بعد الاجتماع أن قال: «ما يحتاج إليهه تويتر هو تنين ينفث النار وباراج بالتأكيد ليس تنينًا».
وخلال مجموعة من الرسائل النصية عبر «تويتر» لاحقًا، لمّح «ماسك» بأنه لن يحاول الانضمام لمجلس إدارة «تويتر» الذى «يموت بالبطىء» على حد وصفه بل سيقوم بشرائه بالكامل.
وبالفعل سرعان ما تقدم «ماسك» بعرض رسمى لشراء موقع «تويتر» والذى حاول «أجراوال» التملص منه دون جدوى حيث وقع الاختيار على «ماسك» وفريقه فى النهاية لشراء «تويتر».
4 منافسون آخرون فى عملية الاستحواذ على «تويتر» لم يتمكنوا من الصمود أمام «ماسك»
قال مؤلف الكتاب إن المؤسس والرئيس التنفيذى لبورصة العملات المشفرة FTX، سام بانكمان فرايد، عرض عبر مصرفيه تخصيص 5 مليارات دولار (4.1 مليار جنيه استرلينى) فى عملية الاستحواذ على «تويتر». وأراد «بانكمان فرايد» أيضًا تطويع «تويتر» فى «سلسلة الكتل« أو «البلوك تشين»؛ وهى الأساس التكنولوجى للعملات المشفرة مثل «البيتكوين».
وذكر «إيزاكسون» أن المكالمة اللاحقة بين «ماسك» و«بانكمان فرايد» فى مايو 2022 سارت بشكل سيئ للغاية؛ حيث انتهى الأمر بوقوع شجار بين المستثمرين قال «ماسك» خلاله: «لقد تحول عداد جيجر الخاص بى لكشف الهراء إلى اللون الأحمر القانى» فى إشارة لعدم قدرة «ماسك» على تحمل غباء «بانكمان فرايد» فى الإدارة كما وصفه، وفى النهاية لم يسفر عرض «بانكمان فرايد» للاستثمار أو لتجديد ما يزيد على 100 مليون دولار من أسهم «تويتر» عن شىء وجاء الاستحواذ لصالح «ماسك».
5 يشعر «ماسك» بالقلق دائمًا إزاء تناقص عدد السكان
لا يخفى على أحد خوف «ماسك» من سيطرة الذكاء الاصطناعى على عالم البشر، ولذلك قال إن أحد أسباب قيامه بتأسيس شركة جديدة للذكاء الاصطناعى، وهى xAI، هو معالجة خطر الانهيار السكانى، وفى إحدى المحادثات المباشرة مع «إيزاكسون» قال الملياردير الشهير إن الذكاء البشرى معرض لخطر التغلب عليه بواسطة الذكاء الرقمى.
وأشار إلى أن مقدار الذكاء البشرى بدأ يستقر نسبيًا عند مرحلة ونسبة معينة لأن عدد الأطفال الذين ينجبهم البشر أقل بكثير من مقدار الذكاء الحاسوبى الذى يتزايد بشكل كبير ومخيف؛ ولذلك يرى «ماسك» أنه لو استمر الأمر على هذا المنوال ففى مرحلة ما سوف تتضاءل القوة العقلية البيولوجية أمام القوة العقلية الرقمية.
وأُجريت هذه المحادثة التى نقلها «إيزاكسون» فى كتابه فى منزل شيفون زيليس فى ولاية تكساس الأمريكية وهى تعمل كمديرة تنفيذية فى شركة «نيورالينك Neuralink» التابعة ل«ماسك» وهى أم لطفلين من أطفال «ماسك»، وأخبرت «زيليس» «إيزاكسون» أنها وافقت على إنجاب الأطفال مع «ماسك» عبر التلقيح الاصطناعى بعد الاستماع إلى حججه حول إنجاب الأطفال باعتباره «نوعًا من الواجب الاجتماعى»، وقالت: «إنه يريد حقا أن يترك إرثًا كبيرًا من الأشخاص الأذكياء على الأرض بعد رحيله لذلك شجعنى على ذلك».
6 إيلون ماسك قلق للغاية بشأن سيطرة الذكاء الاصطناعى على الأرض
أخبر «ماسك» «إيزاكسون» أن الوعى البشرى يتعرض للتهديد من احتمال وجود أنظمة ذكاء اصطناعى فائقة الذكاء ولا يمكن السيطرة عليها، وأردف: «ما الذى يمكن فعله لجعل الذكاء الاصطناعى آمنًا؟ ما هى الإجراءات التى يمكننا اتخاذها لتقليل خطر الذكاء الاصطناعى وضمان بقاء الوعى البشرى؟ كلها أسئلة فائقة الخطورة لازلت أبحث عن أجوبة لها حتى الآن».
7 دور «ماسك» المعقد فى الصراع الأوكرانى:
قال «إيزاكسون» إن وحدة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التابعة ل«ماسك» والتى تحمل اسم «ستارلينك» لعبت دورًا رئيسيًا فى دفاع أوكرانيا ضد الغزو الروسى، وذلك عندما أدى هجوم إلكترونى روسى إلى شل شبكة اتصالات الأقمار الصناعية الأوكرانية قبل ساعة من الغزو، فتدخل «ماسك» بعد نداء للمساعدة من المسئولين الأوكرانيين ونائب رئيس وزراء البلاد.
ومع ذلك، يزعم الكتاب أن «ماسك» طلب من مهندسيه «إيقاف» تغطية «ستارلينك» التى كانت ستسهل هجومًا لسلاح البحرية الأوكرانى عن طريق غواصات بدون طيار على البحرية الروسية فى قاعدة سيفاستوبول فى شبه جزيرة القرم.
وقد أوضح «إيزاكسون» هذا المقتطف لاحقًا بعد أن استخدم «ماسك» منصة Space X الشهيرة الخاصة به ليصرح بعدم وجود تغطية لشبكة فى تلك المنطقة ورفض طلبًا أوكرانيًا لتنشيطها، وقال «ماسك» معللًا ذلك: «إذا وافقت على طلبهم فستكون SpaceX متواطئة بشكل واضح فى عمل كبير من أعمال الحرب وتصعيد الصراع بين الطرفين.